السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
منذ سبعة أشهر زوجي هجرني وتركني عند أهلي، وأنا حامل، ولا يريدني، ولا يريد طفله، والسبب هو دراستي، فقد غير قراره بدراستي ويريدني أن أتركها، وأنا كنت في زيارة عند الأهل، وحصل تدخل من أقاربه، وشوهوا صورتي، وخربوا علي زوجي، وأقنعوه بأن يتركني، وكنت كل مرة أحاول الرجوع وتفشل محاولاتي.
أنا الآن اقتربت ولادتي وساءت حالتي النفسية؛ لأني أحب زوجي كثيرا، وهو ينفر مني، ولا يريدني؛ لأني أردت إكمال دراستي، حتى إني قررت ترك الدراسة والرجوع إليه، لكنه رفض أن يرجعني، وحتى أهله يريدون رجوعي، لكن زوجي لا يقبل، ومنذ شهور لا يتكلم ولا يتواصل معي، وأنا لا أريد الطلاق، لكن هو لا يريد إرجاعي، ولا يريد الطلاق، بل يريد مني التنازل عن حقوقي وحقوق طفلتي لكي يطلقني، كيف أتصرف؟ لا أعرف ما هو القرار المناسب.
أرجو النصيحة حتى أستطيع اتخاذ القرار، هل حقا لا يوجد أمل في الرجوع لزوجي؟ وهل الطلاق هو الحل؟ ماذا أفعل وأنا في بيت أهلي منذ ثمانية أشهر، وغير مرتاحة، وأود الرجوع، لكن كل الأبواب مغلقة؟
أرجو المساعدة فإن وضعي صعب جدا ومحرج، وبقيت معلقة لا أنا متزوجة ولا أنا مطلقة، وأقارب زوجي كثيرا يتدخلون، وجعلوا زوجي لا يطيقني وينفر مني، وأنا أريده وأحبه، ولكن وصلنا إلى طريق مسدود.
أرجو مساعدتي في اتخاذ القرار المناسب.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أولا: نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به.
ثانيا: نوصيك ابنتنا العزيزة بأمور:
أولها: أن تحسني علاقتك بالله تعالى، بأداء الفرائض التي أوجبها عليك، واجتناب المحرمات؛ فإن تقوى الله تعالى أعظم أسباب الأرزاق وتفريج الكربات، فقد قال الله: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب) وقال: (ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا).
فتشي في أحوالك، وتأملي في أمورك، فأدي فرائض الله تعالى عليك، وتوبي من ذنوبك، فإن هذا أول الطريق لإصلاح أحوالك كلها.
ثاني الأمور التي نوصيك بها: أن تكوني حسنة الظن بالله تعالى، وأنه أرحم بك من نفسك، وأنه لا يقدر لك إلا ما فيه الخير، والعاقبة الحسنة، وإن كان هذا القدر مكروها إلى نفسك، فقد قال الله في كتابه الكريم: (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم).
إذا قدر الله تعالى لك شيئا فاعلمي أن الخير فيما يقدره الله، وأن الله علم أنه خير لك من غيره، فإذا قدر الله تعالى الفراق بينك وبين زوجك، فكوني على ثقة من أن تدبير الله تعالى حسن، وأنه أرحم بك من نفسك وأهلك.
ثالث الأمور التي نوصيك بها: أن تكثري من الدعاء بين يدي الله تعالى أن يلطف بك ويقدر لك الخير، ويصرف عنك شر الأشرار، فإن الدعاء من أعظم الأسباب الموصلة إلى الأهداف والمقاصد الحسنة، فأكثري من دعاء الله وأنت موقنة بالإجابة.
رابع الأمور التي نوصيك بها: أن تحاولي الاستعانة بأهل الخير الذين يحرصون على إصلاح ما بينك وبين زوجك؛ فإن هذا أسلوب دعانا إليه القرآن، قال الله تعالى: (وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما).
حاولي أن تستعيني بأهل الخير من أقاربك، أو من أناس يتأثر بهم زوجك، وحاولي أن تتنازلي عن بعض حقوقك؛ فإن التنازل عن بعض الحقوق أفضل من الفراق، كما أرشد الله تعالى إلى ذلك في القرآن، وقال: (وإن امرأة خافت بعلها نشوزا أو إعراضا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خير)، فإذا أخذت كل هذه الأسباب وأصر الزوج على الطلاق، فاعلمي أن الله سبحانه وتعالى قد قدر ذلك، وأن القدر لا مفر منه.
كوني مطمئنة إلى حسن تقدير الله تعالى وحسن تدبيره، وما قد قضاه الله تعالى لا بد أن يقع، فقد قضاه وقدره قبل أن نخرج إلى هذه الدنيا، فأريحي نفسك من التأسف والتحسر على شيء قد قدر الله تعالى فواته عليك، واعلمي أن الله تعالى قادر على أن يعوضك خيرا مما فقدت، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به.