السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
جزاكم الله خيرا على هذا الموقع المفيد. مشكلتي التي أصارع نفسي لحلها هي أنني أغار على صديقاتي المقربات، وعددهن لا يتجاوز اثنتين.
اشتركت أنا وإحدى صديقاتي المقربات في مسابقة، وحضرت فتاة لا أعرفها، تعرفها صديقتي المقربة من النادي الرياضي الذي تذهب إليه، وقد دعتها صديقتي لتشجيعها في المسابقة.
أحضرت تلك الفتاة باقة ورد كهدية لصديقتي، وشجعتها حتى النهاية، شعرت بالغيرة الشديدة عندما كانت صديقتي تحدثني عنها، وتقول: "لقد صورتني فيديو للذكرى وأنا أخرج بعد نهاية المسابقة، وكنت متفاجئة من صعوبتها، وأحضرت لي الماء، وغيره". فقلت لها: "لماذا تتصرف وكأنها صديقتك المقربة بتصويرك؟ شعرت بالتهديد وكأن أي فتاة تريد تدمير صداقتنا وأخذ صديقتي المقربة مني".
تضايقت صديقتي وقالت: "ليس كل من يتفاعل معي أو معك أو يهديني شيئا يريد التفريق بيننا. أنا محبطة جدا مما قلت وكيف تفكرين هكذا؟".
حدثت بيننا مشادة كلامية، والله يشهد أنني أحاول مقاومة هذا الشعور وأقول: "لا أحد يستطيع أخذ أحد"، ولكن نفسي تغلبني عندما أرى غيري يريد قضاء وقت أطول مع صديقاتي.
وقد حدثت بيني وبين إحدى صديقاتي مشاكل كبيرة أدت إلى انقطاع التواصل بيننا لمدة شهرين، وبصعوبة عدنا للتواصل.
هذا الشعور يسبب لي المشاكل، ولا أريد خسارة صداقاتي، ولكن لا أريد أن أمر بكسر القلب والشعور بالقهر من أن شخصا آخر يأخذ صديقاتي مني، ولا نصبح على اتصال كما كنا.
أرشدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Dabia حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان.
إننا نتفهم حديثك تماما، ونرجو منك أن تنتبهي لما سنقوله لك الآن:
أولا: القاعدة التي انطلقت منها كانت هي سبب الخلل؛ لذا ليست المعالجة الشافية في الآثار المترتبة من مصاحبة صديقتيك للغير، وإنما المعالجة الصحيحة في تغيير الفكر القائم على أن اقتراب الغير من صديقاتك مؤذن بإنهاء علاقتكم أو تذبذبها، والصحيح أن هذا التفكير هو أساس المشكلة؛ لذا وجبت المعالجة.
ثانيا: معالجة هذه المشكلة يسير إذا ما التزمت بما يلي:
1- الفصل بين المشاعر الداخلية والحديث عنها، فليس كل ما تشعرين به لابد أن تتحدثي به، فالصمت جزء من العلاج.
2- إقناع العقل الداخلي أن تعدد العلاقات لا يوجب أن تكون على حساب بعضها، إذ أنها -أي الصداقات- يمكن أن تسير كلها في طريق متواز دون تصادم.
3- الخروج من دائرة الصديقة الواحدة إلى تعدد الصديقات، وهذا يعني أن تتنوعي أنت في صداقاتك، ليس بغرض إرسال رسالة سلبية لها، أو اتخاذ موقف عدائي منها، وإنما هذه طبيعة الحياة، وهو في ذات الوقت مهم لك؛ لأن أحد أسباب غيرتك هو شعورك بأنك لو فقدتهما فلن يكون هناك من يعوض غيابهما، وهذا أمر متفهم.
4- وضع أهداف كبيرة لك غير مسألة الصداقات، كالتعليم الشرعي، أو العمل الاجتماعي، أو القراءة الحرة، أو أي شيء تستثمرين به فراغك؛ لأن الفراغ أحد الأسباب التي تجعل الفضاء العقلي يعبث به الشيطان.
5- المحافظة على فرائضك ونوافلك، وقراءة ورد ثابت -ولو صغير- من كتاب الله تعالى مع تفسيره؛ فهذا سيكسبك التوازن النفسي العاطفي.
وأخيرا: الإحسان إلى الجميع ومصاحبة صديقات صديقاتك، والتعامل مع الجميع بإيجابية دون تجاوز للخطوط العريضة التي تضعينها لكل واحدة.
هذا هو الطريق (أختنا) وستجدين الخير -إن شاء الله تعالى- ونسأل الله أن يحفظك، وأن يبارك فيك، والله الموفق.