السؤال
متزوج منذ 11 سنة، والآن على أبواب طلاق، لكن الطلاق لم يحصل، لأنني اكتشفت أن زوجتي تبحث عن زوج على مواقع التواصل، وتقوم بالتواصل مع أي شخص يقوم بوضع منشور يبحث عن زوجة.
متزوج منذ 11 سنة، والآن على أبواب طلاق، لكن الطلاق لم يحصل، لأنني اكتشفت أن زوجتي تبحث عن زوج على مواقع التواصل، وتقوم بالتواصل مع أي شخص يقوم بوضع منشور يبحث عن زوجة.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك أخي في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وبعد:
من حيث الشرع فما فعلته زوجتك -وهي على ذمتك لا زالت- أمر لا يحل لها شرعا، وهذا ليس نقطة الخلاف، وإنما نسألك أخي نحن:
1- لماذا كان الطلاق هو الخيار الوحيد؟
2- هل هناك إمكانية لحصر المشاكل وترتيبها، وإصلاح ما يمكن إصلاحه، والتعايش مع ما لا يمكن إصلاحه؟
3- هل اتبعت -أخي- وسائل الإسلام في الإصلاح من الوعظ والهجر والزجر، واستجلاب حكم من أهلك وأهلها؟ وإذا كنت فعلت ذلك، فما هو قول الحكمين؟ وهل قالوا لك: بأن الخيار الوحيد هو الطلاق؟
أخي: إن كنت لم تفعل ذلك، أو شعرت بإن الإصلاح ممكن، فنحن ننصحك بما يلي:
1- الإسراع في الإصلاح قبل أن تتمادى في طريقها.
2- حصر أخطاء الزوجة وأخطائك، ومن ثم العمل على الإصلاح.
3- لا شك أن ما قامت به زوجتك أمر خاطئ، ولكن لعلها فعلت ذلك من باب التسلية، أو تضييع الوقت، أو أي سبب آخر، وليس قصدها ذلك حقيقة، ولا نقول ذلك من باب التبرير، ولكن مرور 11 سنة، يجعلنا نعتقد أن لديكم أطفالا، وهنا يحتاج الأمر منك بعض التروي في أمر الطلاق، فالضحية هنا هم الأولاد، فننصحك بوعظها ونصيحتها، وتهديدها أيضا بأن تذكر ذلك لأهلها، لترتدع وتخاف، وذكرها بالله وخوفها من عقابه، وحاول أن تزرع الإيمان في قلبها، بأن تجعلوا لكم وقتا لقراءة كتاب الله، وتختار أنت أبوابا من كتاب رياض الصالحين، بأن تقرأها هي وتحضر لذلك، ثم تقرؤون عن أمهات المؤمنين، ونساء الصحابة والقدوات من النساء، ويكون ذلك في جلسة يومية مع الأبناء، ثم تربطها بصحبة صالحة من المؤمنات، في التحفيظ أو غيره، فهذه المجالس لها أثرها الكبير في صلاح البيوت والأسر، وأنت كذلك اجتهد في هذا المجال، وعليك بحسن الخلق والكلمة الطيبة، وستجد تغييرا كبيرا -بإذن الله-.
ولا بأس بأن تأخذ منها الجوال "إن رأيت ذلك مناسبا ومجديا"، وتكون بذلك قطعت الطريق الموصل لهذه للمعصية، وتعمل بالأسباب التي ذكرناها لك، وهذا فيه خير لك أيضا وللأبناء، بأن تكون حياتكم فيها معاني الإيمان؛ لأنه لا يصلح البيوت شيء مثل القرآن والإيمان، فعليك بذلك، واصبر واحتسب، فهذا ابتلاء، وأجرك مضاعف عند الله.
أخي، مرور هذه السنوات على الزواج قد يصيب العلاقة بين الزوج والزوجة بالفتور؛ لذلك غير من حياتك معها، تزين لها، اجلس معها أكثر، استمع لها، تواصل معها من عملك، أسمعها كلمات الحب، أعد ما كنت تفعله معها في بداية الزواج وقبل الأطفال، من الخروج معها، والعشاء سويا، والتنزه واللعب معها، واعتن بملاحظتها في الأمور التي تكرهها، حتى وإن كانت عادية عندك، كترتيب البيت مثلا، ونوع عطرك -دعها ترتاح لرائحة عطرك-، البس لها ما تحبه هي من ملابس تراك فيها؛ لا تستغرب أخي مما قلناه؛ فنحن في زمان انتشرت فيه الصور والموضات وتنوع الملابس النسائية والرجالية، وفتن الكثير بذلك، والكلام الذي نقوله للمرأة في هذا الجانب بأن تعتني بعين زوجها وتلبس له ما يحب، كذلك نقوله للرجل.
هذه نصيحتنا لك، أما إذا كنت قد وصلت إلى قناعة أن الطلاق هو الحل الأوحد، ونصحك من أدخلتهم من أهل الحكمة بذلك، فإننا ندعوك إلى الستر عليها، وعدم اتخاذ هذا ذريعة لفضحها، مع نصحها بأن هذا لا يجوز.
نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، والله الموفق.