الموقف من الأخ المعتدي بالضرب على إخوته وأخواته

0 330

السؤال

السلام عليكم
أود أن أعرف ما هو حكم عداوتي لأخي لأنني لا أكلمه وهو كذلك؛ وذلك بسبب مشكلة حصلت بيننا، والمشكلة أنه يظن نفسه رجلا بعضلات، وأنه رجل البيت! وعندما يتشاجر مع أحد إخوتي أو أخواتي آتي أنا لكي أفرق بينهم وأحل المشكلة، وأشكر الله على مدى قوتي في عزل إخوتي عن بعضهم عند المشاجرات.

ولكن مرة تشاجر أخي مع أختي، والله أعلم بالضربات التي تلقيتها، ولكنني لا أشكو منها؛ لأن مصلحتي في إرجاع المياه إلى مجاريها، ولكن صادفت هذه المرة ضربي بقوة إلى أن طردت أخي - والذي يصغرني بسنتين - من البيت، وبعدها لم أكلمه بتاتا؛ لما فعله بي وبأخواتي لعله يرجع إلى رشده ويبقى طفلا ودودا.

فماذا علي أن أفعل؟ هل أبقى على حالي معه ولا أكلمه؟ وهل يعتبر ذلك فاحشة؟ أم أصالحه وأنسى ما جرى؟ وإن بين الاخوة لابد أن تكون هنالك محبة، فأرشدوني إلى الطريق الصحيح، علما بأننا لم نتكلم منذ أكثر من3 أشهر، وجزاكم الله خير الجزاء، وجعل مثواكم الجنة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الابنة الفاضلة! نسأل الله أن يصلح الأحوال، ويبارك في الآجال، وبعد:

فليت هذا الأخ عرف أنه لن يجد من يكون له بمنزلة الأشقاء والشقيقات، وليته أدرك أن الإحسان لإخوانه وأخواته لون من البر للآباء والأمهات، ومرحبا بك يا ابنتي، وشكرا على حرصك على الإصلاح والخيرات، وأبشري فنحن نشاركك بالحلول وبصالح الدعوات، ولا تنزعجي، فغدا سوف تزول الأزمات وتحصل البركات، فإن وجود التشاحن والتباغض يرفع الرحمات، فكيف إذا كان بين الإخوة والأخوات؟!
وأرجو أن تعلموا أن هذا الأخ يمر بمرحلة عمرية، يريد أن يثبت فيها وجوده، ويظهر رجولته، ويتمرد على طفولته، والصواب أن نعامله كرجل، ونحاوره في هدوء، وبتجنب إحراجه خاصة أمام أصدقائه، فإننا نريده رجلا له مكانته، وقد تندهشين إذا علمت أن كثرة شجاره مع أخواته الإناث جزء من معالم هذه المرحلة، فإنه يريد أن يثبت وجوده ويبرز شخصيته، فأشعروه بالاهتمام وكلفوه ببعض المهام، وحرضوه على الإحسان لمن يكبره من الأنام، والشفقة على من هم أقل منه في الأعوام، مع ضرورة أن يعامل في سنه بالاحترام.
وقد أحسنت بحرصك على حل المشكلات، ولا أظن أن في هجره مصالح راجحات، فأصلحي ما بينك وبينه في لطف على أخطائه، واتركي فرصا للتعبير عن نفسه، والإفصاح عن أسباب ما فعله من العدوان.
ونحن نفضل أن يسعى أحد الوالدين للإصلاح، مع ضرورة تذكيره بضرورة احترام من يكبره، والاعتذار عن الخطأ، والحرص على تأمين حقوقه واحتياجاته، فإنه لا ينبغي للمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام، ولن يستفيد من الخصام إلا عدونا الشيطان، كما أن عمل المتهاجرين المتخاصمين لا يرفع، فاتقوا الله وعودوا إلى الصواب، وتجنبوا كل ما يجلب الشرور والأحقاد.
ومن هنا يتبين لنا أن الطريق الصحيح هو طريق العفو والتسامح، واللطف والتناصح، وقد قال نبي الله يوسف عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام لإخوته رغم ما حصل منهم: (( لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين ))[يوسف:92]، ونسب ما حصل للشيطان، فقال: (( من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي ))[يوسف:100].
ومن هنا ننتظر الخير، فقد أعطاك الله عقلا وفهما، فتلطفي بأخيك حتى يتجاوز هذه المرحلة، واعلمي أن كثرة هجرانه وخصومته يدفعه لأحضان الأصدقاء، وقد يدفعونه إلى البعد والشقاء، ونوصي الجميع بتقوى الله وطاعته، ونسأل الله أن يسهل أمركم، وأن يغفر ذنبكم.
والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات