السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
توظفت وبعد شهرين تقدم لي شاب يعمل معي بنفس المؤسسة، لكن في فرع آخر بعيدا عني، رفضته لأنه كان قد تقدم لي شخص قبله ورفضني، وكان هذا الرفض صعبا جدا علي نفسي، كنت أشعر أنني يجب أن أرفض هذا الشخص؛ خصوصا أنه لم يكن لديه كل المميزات التي كانت في الشخص الذي رفضني، رغم أنه كان جيدا أيضا.
بعد بضعة أشهر من الرفض، كان يأتي عندنا بالفرع لإنهاء أوراق وعمل، فأحسست أنني ظلمته وظلمت نفسي عندما رفضته، وتمنيت أن يتقدم لي مرة أخرى.
رئيستي في العمل قالت لي إنها تلاحظ أنه لا يزال يريد العودة لي مرة أخرى، حاليا تم نقلي لمدة شهر إلى الفرع الذي هو فيه، ورأيت كم هو شخص محترم وخلوق، فأشعر بالحزن لرفضي له، وأتمنى أن يتقدم لي مرة أخرى. مرت سنة وثلاثة أشهر منذ أن تقدم لي، ولم يخطب أخرى حتى الآن، فهل يمكن أن أكلم رئيستي في العمل لتتحدث معه، وترى إن كان يمكن أن يتقدم مرة أخرى دون أن يعرف أنني طلبت ذلك؟ أم أنه من الأفضل عدم التدخل؟
أريد أن أستريح نفسيا خصوصا أن أهلي عندما تقدم لي كانوا موافقين عليه، وأخي كلما أخبرته أنني رفضته يجعلني أفكر يوما أو يومين، ويقول لي إنه يريدك جدا وإنسان طيب، ومحترم، وأنا أيضا الآن أشعر أنه يريد العودة، ولكنه لا يستطيع بسبب كرامته بعد رفضي له.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يحفظك، وأن يبارك فيك، وأن يقدر لك الخير حيث كان.
أولا: كوني على يقين -أختنا الكريمة- أن من قدره الله لك زوجا سيكون، فلا تقلقي ولا تضطربي ولا تندفعي إلى ما قد يقلل من شأنك عند الغير، واتركي الأمر لله مع الأخذ بالأسباب، فإن تقدم هذا لك فهو الخير، وإن لم يتقدم فهو الخير كذلك.
ثانيا: لا بأس أن تحدثي مديرتك به إن وجدت رغبة عنده تحثه على ذلك، وتخبره أن الأمور الآن مختلفة، وأنها تحدثت معك عنه، وأنها وجدت ارتياحا أكثر من الأول بكثير، لا سيما وأن أهلها يحبونك ويحترمونك.
تقول المديرة له ذلك بعد أن تتأكد من أنه لا زال يريد التقدم، أما إذا وجدته منصرفا عنك، فلا تخبره بشيء، وكأن الأمر منها لا منك.
ثالثا: اعلمي -أختنا- أن أقدار الله هي الخير للعبد، وقد يحب الإنسان الخير يظنه خيرا وهو الشر بعينه، وقد يرفض الشر يظنه شرا، وهو الخير بذاته، ولعل هذا بعض قول الله تعالى: (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم، وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم، والله يعلم وأنتم لا تعلمون).
رابعا: احذري -أختنا- أن يرى منك لطفا قبل أن يخطبك، أو يرى منك تهاونا في الحديث قبل أن يتقدم إليك، وتذكري أن من تعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه، وأن الحلال لا يطلب بالحرام.
وفقك الله ورعاك، وكتب لك الأجر، ورزقك الزوج الصالح إنه جواد كريم، والله الموفق.