صدمت من رد فعل زوجي عند نقاشنا رغم حبه لي!

0 31

السؤال

أنا متزوجة حديثا، من شخص يحبني جدا، وأحبه كثيرا، وأنا في الغربة معه، وحصل نقاش على شيء صغير جدا، وقد كبر الأمور زوجي، وأنا انفعلت وقهرت، ورفع يده بنية أن يضربني وشتمني، ولكنه توقف ولم يتجرأ على ضربي.

أنا صدمت جدا، ولا أعرف ماذا أفعل؟ أول مرة يتعامل معي هكذا، هو جيد معي، ويحبني، ويخاف علي.

صرت مصدومة جدا من تصرفه، وقلبي يتمزق حزنا منه، والأمر لا يستحق هذا الشيء، وأنا لم أرد عليه، وتحسبت الله، وانسحبت منه إلى غرفتي، وهو يحسبني أني رفعت صوتي عليه، ولكني انفعلت، ولم أقصد الإهانة له، ولا رفع صوتي كثيرا، ولكني أحس بخيبة أمل كبيرة، وألم وخوف.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يحفظك وأن يبارك فيك، وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به، وبعد:

نتفهم حديثك -أختنا الكريمة- ونود أن نتوقف معك في نقاط متتابعة:

1- من نعيم الله أن ترزق المرأة رجلا يحبها وتحبه، ورجلا توافقه معا على أمور كثيرة، وتلك منة من الله تفتقدها أخوات كثيرات، نسأل الله أن يحفظ بيوت المسلمين والمسلمات.

2- التطابق في الرؤى مستحيل، فمهما كان التوافق بينك وبين زوجك لا بد أن تختلفوا في أمور، وهذا أمر طبيعي، ويحدث في كل بيت، حتى بيت النبي صلى الله عليه وسلم حدثت فيه مثل تلك الهنات، وعليه فليس المأمول أن نتفق، بل المطلوب أن نتوافق ونتعايش ويقبل بعضنا بعضا على ما نحن عليه ما دامت الأصول الحكيمة بيننا ثابتة.

3- لا يوجد بيت لا يحوم الشيطان حوله، بل قد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن الشيطان يضع كرسيه على الماء متفقدا تلاميذه وماذا يفعلون بالمؤمنين، فانظري بارك الله فيك ما هو أعظم ما يود الشيطان أن يحدث، عن جابر رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم، فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئا، قال: ويجيء أحدهم، فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين أهله، قال: فيدنيه منه - أو قال: فيلتزمه - ويقول: نعم أنت أنت)، فالإفساد بين الزوجين هو أعظم أمنية عند الشيطان، لذا وجب الحذر.

4- الغضب -أختنا- وسيلة الشيطان الكبرى لإفساد ما بين الزوجين، ذلك أن الغضب تتحكم فيه عاطفة هوجاء، ويبتعد فيه العقل، ولذا أعلمنا النبي صلى الله عليه وسلم عن طريقة التعامل معه فقال: (إن الغضب من الشيطان، وإن الشيطان خلق من النار، وإنما تطفأ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ).

قد غضب زوجك فضخم الشيطان الحدث، وقد علا صوتك فهون الشيطان علوه عندك في الوقت الذي ضخمه عنده، وهكذا تولدت المشاكل وعلت، ولو أخذنا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ما زادت المشكلة أو على الأقل لاستطعتم تحجيمها.

5- ما حدث معك -أختنا- كان خطأ، وتضخيمه كان وسيلة الشيطان في نفسك، لذا نود منك الاستعاذة، وعدم تضخيم ما حدث، والعمل على ألا يتكرر، وإن وقع لا قدر الله فيجب الاتفاق مع الزوج على طريقة إدارة الأحوال عند الغضب في النقاط التالية:

1- التوقف عن النقاش عند الغضب، وتحديد وقت له.
2- ترك كل طرف للآخر أن يتحدث ويخبر عن وجهة نظره دون اعتراض.
3- تحديد محل النزاع والعمل على تحجيمه.
4- عدم استدعاء المشاكل الماضية، ولا التاريخ لدعم موقف هنا أو هناك.

إن تبين المخطئ فعليه بالاعتذار ولا حرج، وإن كانت المشكلة غائمة والحق مشتبه فلا بد من الإعذار والاتفاق على أمر لا تختلفان عليه، فقد قال لك: رفعت صوتك، وأنت قلت لم أرفع، القاسم المشترك بينكما أن رفع الصوت أمر لا يصلح، فابدئي بذلك: قولي له: إن كنت قد رفعت الصوت فأعتذر لكني لا أذكر، وبهذا نقطع دابر الشيطان المتربص.

أختنا الكريمة: لا ينبغي أن يكون هذا العارض هادما لحياتك مع زوجك، خاصة وقد اجتمع فيكم من الصفات التوافقية ما يؤسس لبيت سعيد بعون الله، ونحب أن نخبرك بأمر فانتبهي له -أيتها الكريمة-: عند الغضب قد يرتفع الصوت بل قد يقول الإنسان ما لا يريد، وحركة الزوج برفع يده مع تحكمه في الغضب دال على أن الصوت قد ارتفع أو قيل ما لا يجور بدافع الغضب، وهذا أمر طبيعي.

كذلك -أختنا- يجب أن تعلمي أنكم لا زلتم في السنين الأولى من الزواج، وقد أجمع علماء الاجتماع على أن أشد سنوات على المتزوجين هي الأولى، فكل طرف يجهل خبايا الطرف الآخر، لكن بعد فترة سيفهمون بعضهم أكثر.

أختنا الفاضلة: إننا نرجو الحديث مع الزوج، والوقف على الأسباب التي أدت لذلك، مع الانتباه إلى أن تكون الجلسة للعبرة لا لتخطئة كل طرف للآخر، وإظهاره المخطئ، لأن الشيطان كامن في مثل هذا المواقف، وحتما سيبغض الزوج إلى قلبك ويفعل هذا مع الزوج أيضا، فلا تسمحوا للشيطان بذلك، وحصنوا بيتكم بالرقية الشرعية، وحافظوا على صلاتكم وأذكاركم فهذا هو الحصن الحصين، وتذكري أن من صفات نساء أهل الجنة المسارعة إلى إرضاء الزوج احتسابا للأجر أولا من الله، قال صلى الله عليه وسلم (... ألا أخبركم بنسائكم في الجنة ؟! كل ودود ولود، إذا غضبت أو أسيء إليها أو غضب زوجها، قالت: هذه يدي في يدك، لا أكتحل بغمض حتى ترضى) بهذا السلوك نقطع الطريق أمام الشيطان وأمام الجفوة التي تحدثها القطيعة.

أختنا: يمكنك متى ما اختلفتم ولم تصلوا إلى حل أو معرفة المخطئ أن تدخلوا من تثقون به من أهلك أو أهله ليضع النقاط على الحروف، وإن كنا لا نستحب ذلك بداية الزواج إلا أننا قد نلجأ إليه إذا ما تباعد كل طرف عن صاحبه، مع أن المشكلة كما ذكرت كانت يسيرة.

نسأل الله أن يحفظكم بحفظه، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات