السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
كنت أحب فتاة وتركنا بعضنا مخافة أن نقع في حرام، ولأجل مرضاة الله، وهي قالت لي: إنها تحبني وتنتظرني لحين أتقدم لخطبتها، وأنا قلت مثل قولها.
علما بأننا أصبحنا لا نتحدث إلا للضرورات، وفي تطبيق -تيك توك- ترسل لي مقاطع دينية، ومقاطع دينية عن الزواج والخطبة، وأنا أيضا أرسل لها نفس نوعية المقاطع، علما بأننا نشاهد المقاطع، ولا نتفاعل معها بالحديث إلا ما ندر.
أريد أن أسأل: هل ما فعلته صحيح؟ وما حكم المقاطع المرسلة بيننا في تطبيق -تيك توك-؟ مع أننا لا نتحدث عن مقاطع، ولا نتفاعل معها بالحديث -إلا ما ندر-.
كذلك: ما حكم الحديث بيننا للضرورات؟ وما حكم أن ننتظر بعضنا البعض، ونحتفظ بالحب والود في قلوبنا إلى أن يوفقنا الله عز وجل للزواج؟ وما حكم سؤالي عن أحوالها من حين لآخر؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يجمع بينكما في الحلال، وأن يقدر لك الخير ويصلح الأحوال.
لا شك أن التوقف مطلب شرعي، وأن هذا النوع من التواصل يثير الغرائز، وليس فيه مصلحة، فإن كان ولا بد فيجب إخراج هذه العلاقة إلى العلن، وذلك بأن تتواصل والدتك مع والدتها، أو يتواصل أهلك مع أهلها، من أجل إبداء الرغبة، وهذا مفيد؛ لأننا أولا نتأكد من إمكانية إكمال المشوار، ونتأكد أنه لا مانع عندها وأيضا ليس عندها ارتباط، وبالتالي تصبح هذه العلاقة ممهدة للخطبة، والخطبة ما هي إلا وعد بالزواج، لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته، ولا التوسع معها في الكلام.
أهمية الخطبة أنها تحجز الفتاة للشاب، وتكون الأسرة أيضا على ثقة ويقين أنها ترتبط بالعائلة الفلانية، وبابنهم فلان، وهذا من الأهمية بمكان، ولا يخفى عليك أنه لا مانع بين الخاطب والمخطوبة من السؤال عن الأشياء العامة، الأساسية، دون الدخول في الأمور العاطفية، وبالتالي فالإجراء الأول أن تتوقفوا تماما.
الإجراء الثاني: هذا التوقف أيضا يشمل حتى إرسال المقاطع، أو أي نوع من التواصل حتى تخرج العلاقة إلى العلن، بمعنى أن يعرف أهلها أنها مخطوبة، أي تقدم لها فلان، ويعرف أهلك أنك تقدمت إليهم.
هذا سيفتح بابا للتعارف والتآلف، لأنه قد يحصل رفض في هذه المرحلة، فهنا لا بد من التوقف إلى الأبد، أما إذا كان هناك موافقة وهناك مشروع زواج فعلا، فمشروع الخطبة بهذه المعطيات يعتبر أننا انتقلنا به خطوة إلى الأمام، وبالتالي لا بد من هذا الخطوة.
إذا فحصول الخطبة المعلنة يعني أنه سيتم التوقف عن إرسال المقاطع، والتيك توك تطبيق محفوف بالمخاطر، والمقاطع التي ترسل والصور التي ترسل قبل العقد الشرعي، كل ذلك ليس له غطاء شرعي.
بالتالي التوقف تماما، ثم الانتقال إلى خطوة بعد أن تتواصل مع أهلها، اجعل والدتك تتواصل معها، تواصل أنت مع محارمها، اجعل الوالدة تتواصل، المهم لا بد من نوع تواصل يخرج هذه العلاقة من الخفاء إلى العلانية، وبعد ذلك تمضي الخطوات الأخرى.
إذا تيقنتم من إمكانية إكمال المشوار، وحصل القبول من الطرفين، ونحب أن نذكر بأن الزواج ليس علاقة بين شاب وفتاة فقط، لكنه علاقة بين بيتين، بين أسرتين، بين قبيلتين، وسيكون هاهنا أعمام وعمات، وفي الطرف الثاني أخوال وخالات، وبالتالي لا بد أن يكون هذا الأمر واضحا من البداية.
أما إذا تمادت هذه العلاقة، وبعد ذلك قد لا يحصل زواج، هذا إشكال، لو حصل زواج أيضا هذا إشكال لأن هذه مخالفات، والبدايات الخاطئة لا توصل إلى نتائج صحيحة، فالعلاقة خارج الأطر الشرعية مضرة، حتى لو حصل زواج مستقبلا أو لم يحصل زواج، في كل الأحوال هي تلحق أضرارا بالبناء الأسري، وتخصم من رصيد الحب، وتغرس الشكوك بين الطرفين، وقد يحال بينك وبينها، فتصبح بعد ذلك آهات وآلام وشقاء يطارد الطرفين.
نسأل الله أن يسعدكم بطاعته.