السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا متزوج منذ 15 سنة، ولدي 4 أولاد، زوجتي طيبة، وأنا راض عنها، ولا أزكيها على الله.
المشكلة هي حدوث المشاكل والخلافات الزوجية وقت كل فرح، ووقت كل مناسبة عزيزة وخاصة؛ فعند عودة زوجتي ومعها أولادي من فترة النفاس إلى المنزل -مثلا- تحصل مشكلة، وتفسد فرحتنا تلك الليلة، وكذلك الإجازة، وكل خميس وجمعة تقريبا -إلا أحيانا-، وعيد الفطر والأضحى كذلك! أنا لا أتشاءم بهذين اليومين، ولكنني أحيانا لا أتذكر بأن غدا الجمعة إلا بحدوث مشكلة بيننا في يوم الخميس.
لقد مللنا هذا الوضع؛ فقد أفسد علينا كل لحظاتنا الجميلة.
ساعدونا جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عواد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أخي الفاضل- في استشارات إسلام ويب.
اعلم -وفقك الله- عندما تتكرر مشكلة بنفس الشكل، والتوقيت، فهذا راجع في الغالب إلى مجموعة أمور ينبغي أن تعالجها من جذورها:
أولا: عدم وجود مساحة للحوار بين الزوجين، إما لكون الزوج مشغولا جدا، أو لعدم إعطاء فرصة لهذا الحوار أصلا، فبمجرد حدوث إجازة، أو أي فراغ يعطي هذا فرصة لفتح الملفات المعلقة، والتي لا تجد فرصة للنقاش، والحوار إلا في تلك الفترات.
ثانيا: التأجيل، وتجاهل للحلول، لهذا الأمر دور كبير في حدوث المشاكل الزوجية؛ فتأجيل الكثير من القضايا دون حل، أو توضيح وإنهاء يجعلها كملفات مفتوحة، فبمجرد حدوث لقاء أو فراغ تفتح فيه كل هذه الملفات.
ثالثا: شخصية أحد الزوجين اجتماعية وتفاعلية، بعكس الطرف الآخر، مما يجعل أحد الأطراف يشعر بالكبت، والرغبة في الحديث، ومشاركة الهموم، وعندما لا يجد هذه الفرصة قد يفتعل بعض المشاكل، ما دام أنها ستدخله في نقاش وحوار مع الطرف الآخر، أو ربما يقوم بتضخيم بعض المواقف، والتعامل معها كمشكلة.
رابعا: ضعف المشاركة والتعاون، وهذا من أهم الأسباب؛ فقد تكون الزوجة هي المتحملة للأعباء داخل المنزل، بينما الزوج هو من يكدح خارج المنزل طوال اليوم، ولكن مع هذا فوجود نوع من التعاون والمشاركة في بعض الأعباء المنزلية، كالعناية بالأبناء، أو ترتيب المنزل، أو القيام ببعض المهام التي توفر الجهد على الزوجة، كل هذا فيه نوع من تطييب النفوس، وإعطاء انطباع بحب المشاركة والتعاون، وهذا فيه تقدير للطرف الآخر، وعندما يضعف هذا الأمر، يكون مثارا لحدوث المشاكل وافتعالها.
خامسا: ضعف مساحات الترفيه، واللقاءات الاجتماعية الخاصة، وقد تكون أعباء الحياة تحتم على البعض الانشغال لفترات طويلة بكسب الرزق، أو السفر، أو التغيب لفترات طويلة، ولكن الأسرة تحتاج لفترات من كسر الروتين اليومي بنوع من الترفيه، كالخروج في نزهة، أو السفر، أو زيارة بعض الأقارب، وهكذا، وعندما تضعف هذه المساحات الترفيهية في الأسرة، تصبح المساحات القليلة كالأعياد والجمعة التي يبقى فيها الزوج في المنزل، لفترات يرتفع فيها التوتر أكثر.
أخيرا -أخي الكريم-:
ما من مشكلة إلا ولها سبب، وبفضل الله لا بد أن يكون لها حل، فالدخول في حوار، والنقاشات ليست دليلا على الشقاق أو المشاكل؛ فقد تكون نوعا من الرغبة في لفت النظر والاهتمام، أو رغبة في كسر روتين العلاقة بالدخول في حوارات، والاستماع المتبادل، كما أن هذه الحالة في -الغالب- هي دليل حب، ورغبة في التعبير عن قضايا مكبوتة في النفس، وتتشاركها مع أقرب الناس وهو الزوج، ولا تجد الفرصة للحديث عنها إلا في تلك المناسبات، لذلك ننصحك -أخي الكريم- بأمور:
أولا: اجعل لك جلسات خاصة مع زوجتك تتحدثان فيها، وتتحاوران عن أي قضايا مهمة.
ثانيا: حاول عدم تأجيل الأمور التي تحتاج إلى نقاش، أو لا تستدعي التأخير.
ثالثا: ننصحك بقوة بعمل رحلات عائلية، أو فترات من النزهة: كالسفر، أو الانتقال إلى مكان معين لفترة، أو عمل تغييرات في ديكور المنزل، أو الحديقة، وهكذا.
ربعا: اجعل زوجتك تنشغل بأي نشاط اجتماعي، أو تطوعي، أو تعليمي يتناسب مع اهتماماتها، أو مهاراتها؛ فهذا يساعدها على ملء الفراغ، والانشغال بأمور تساهم في الاستقرار النفسي، والخروج من الروتين اليومي.
خامسا: تشارك مع عائلتك في بعض الأنشطة، ولا تترك البيت بكل ما فيه لزوجتك، ليكن لك دور داخل البيت في الجلوس مع الأبناء، وتعليمهم شيئا مفيدا، أو مشاركتهم أي نشاط ترفيهي.
نسأل الله أن ييسر أمرك، ويوفقك للخير.