كيف الذكورة كمال والأنوثة نقص؟

0 5

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الذكورة كمال والأنوثة نقص، كيف الأنوثة نقص؟ هل نقصها في عقلها وبنيتها ودينها؟ إذن كيف لا يعد الرجل ناقصا عاطفة؟ أليس من المفترض أن يعد ناقص الذكورة لكونه ناقص عاطفة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ TABARK حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذه الفكرة التي تشير إلى أن الذكورة هي الكمال والأنوثة هي النقص قد تكون مبنية على سوء فهم أو تفسير غير صحيح للنصوص الدينية أو الثقافية. من المهم أن نفهم أن الإسلام يرى الرجال والنساء على حد سواء، بأنهم خلقوا من نفس واحدة، ولكل منهم دوره وقيمته الخاصة في الحياة.

فيما يخص النصوص الدينية، نجد أن الإسلام ينص على تكريم المرأة ومنحها حقوقا وواجبات تساوي تلك التي للرجال، وإن اختلفت بعض الأدوار تبعا للطبيعة البيولوجية والاجتماعية لكل منهما.

من ناحية العقل والدين:
- العقل: هناك مقولات تستخدم في سياق الأحاديث النبوية تشير إلى اختلافات بين الرجل والمرأة، ولكن يجب فهم هذه المقولات في سياقها التاريخي والثقافي. فالرسول ﷺ قال: (النساء ناقصات عقل ودين) في سياق معين، وكان يقصد نقصا في الشهادة وعدد أيام الصيام بسبب الحيض، وليس نقصا جوهريا في العقل أو الدين.

- الدين: النساء لديهن بعض الرخص الشرعية مثل عدم الصيام أو الصلاة خلال فترة الحيض، وهذا لا يعد نقصا في الدين، وإنما هو رحمة وتيسير من الله.

من ناحية العاطفة:
الرجال والنساء لديهم اختلافات في العواطف والتعبير عنها، وهذا لا يعد نقصا أو كمالا، بل هو تنوع طبيعي في النفس البشرية. فالرجل قد يكون أكثر تحكما في عواطفه بشكل يظهر أكثر صلابة، في حين تكون المرأة أكثر تعبيرا عن مشاعرها بشكل يظهر أكثر حساسية. كلا الطريقتين لهما قيمتهما وأهميتهما.

نظرة الإسلام للرجال والنساء:

- الإسلام يرى أن الرجل والمرأة مكملان لبعضهما البعض. الرجال والنساء لديهم حقوق وواجبات مختلفة تتناسب مع طبيعتهم وقدراتهم.

- يقدر الإسلام المرأة ويرفع من شأنها في المجتمع، ويحث على معاملتها بلطف واحترام. وكذلك الحال بالنسبة للرجل.

وإليك بعض النصوص المتعلقة بهذا السياق:
- قال الله تعالى: {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذٰلك لآيات لقوم يتفكرون} [الروم: 21]. فالآية فيها تفضل وإنعام من الله للبشر بخلقهما على نوعين يكملان بعضهما بعضا، والحكمة في ذلك الحفاظ على بقاء النوع الإنساني.

- قال رسول الله ﷺ: (إنما النساء شقائق الرجال) [رواه أبو داود والترمذي]. والشقائق مفردها شقيقة: والشقيقة نصف الشيء، فالشيء الواحد ينقسم إلى شقين متساويين.

أخيرا: لا ينبغي اعتبار أي من الجنسين كاملا أو ناقصا على حساب الآخر. كلاهما يكمل الآخر بصفات وخصائص فريدة تجعل الحياة متوازنة ومتكاملة. التعاليم الإسلامية تدعو إلى التفاهم والاحترام المتبادل بين الجنسين والعمل على تحقيق العدالة والإنصاف بينهما.

إذا: النقص الموجود ليس معناه الاستنقاص، بل جعل لديمومة الحياة بين الرجل والمرأة. نسأل الله أن يفقهنا في ديننا وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.

مواد ذات صلة

الاستشارات