حالتي تتحسن ثم تنتكس بسبب القلق واضطراب الهلع، فما نصيحتكم؟

0 4

السؤال

السلام عليكم.

أنا طالبة في العشرينيات من عمري، أعاني منذ 6 أو 7 سنوات من اضطراب الهلع والقلق العام، لم أتعالج لأن حالتي كانت تتحسن ثم تنتكس، لكن هذه المرة ظهر عندي عرض غريب، وهو رفرفة في العضلات لثوان طوال اليوم.

وكل يوم أبحث في النت حتى وجدت أنها من أعراض ALS، ومنذ ذلك الحين وأنا خائفة، وصرت أستشعر الأعراض؛ خصوصا بعدما تعمقت في البحث عن المرض.

ذهبت لطبيبة أعصاب، فأجرت لي فحصا سريريا، وقالت إني بخير، لكن لم أطمئن، وخصوصا؛ أنها لم تجر لي اختبار الأعصاب.

اختصرت كل شيء في كلمة: حالة نفسية، هذه الأيام صرت أشعر أن اللعاب زاد عندي، وهذا من أعراض المرض، أنا خائفة جدا، لدرجة أن شهيتي انقطعت من كثرة الخوف، كما أني بدأت أتوهم الأعراض، وأشعر بصعوبة في البلع بمجرد قراءتي عن هذا العرض.

أرجوكم ساعدوني!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مرح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك - أختنا الفاضلة - عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.

أختي الفاضلة: لن أخوض كثيرا في مرض (ALS) والذي هو داء من الأدواء العضلية؛ حيث تصاب الخلايا العصبية بالموت - سواء في الدماغ أو في العمود الفقري - إلا إني أريد أن أطمئنك أنه في الغالب يصيب الذين هم بين الأربعين إلى السبعين سنة من العمر (40 : 70) ومن النادر جدا أن يحصل قبل هذا.

ولكن من الواضح من سؤالك أنك شديدة الحساسية، فعندما تقرئين عن مرض معين تشكين في بعض الأعراض التي يمكن أن تكون طبيعية؛ فالإنسان من الطبيعي أن يشعر في بعض الأحيان ببعض الحركات الخفيفة في عضلات الجسم، أو أحيانا صعوبة في البلع، ولكن ربما حساسيتك للقراءة في هذه المواضيع تزيدك خوفا وارتباكا.

أختي الفاضلة: من الطبيعي أن يقلق الإنسان أو يخاف على صحته بين الحين والآخر، ولكن أن يصل إلى مرحلة يفقد فيها المتعة في الحياة والنوم الهادئ، والاستمتاع بالأنشطة والأعمال المختلفة؛ فقد يكون ذلك مؤشرا على أن هذا الخوف قد تجاوز الحد الطبيعي.

فماذا عليك أن تفعلي؟

سأذكر لك هنا بعض التوصيات العامة، التي نعطيها لمن يشعر بالخوف الزائد عن الحد الطبيعي، منها:

أولا: حاولي أن تضعي مشاعرك ضمن الحدود الطبيعية، ولا تقرئي أو تبالغي في قراءة بعض ما تشعرين به من أعراض أو علامات بسيطة، كصعوبة البلع هنا، أو جفاف الفم في مكان آخر، فكل هذا يزيد من توترك وقلقك.

ثانيا: حاولي أن تبتعدي قليلا أو تخففي من القراءة عن الأمراض والأعراض خاصة، بسبب حساسيتك الشديدة.

ثالثا: حاولي أن تسيطري على الأمور التي يسهل السيطرة عليها في حياتك، كالأنشطة التي تقومين بها، والأطعمة التي تتناولينها، فنحن عادة نصرف انتباهنا من الأمور التي لا سيطرة لنا عليها، إلى الأمور التي يمكننا أن نتحكم فيها.

رابعا: حاولي أن تمارسي تمارين الاسترخاء، سواء الاسترخاء العضلي، أو التنفس الهادئ، أو القيام ببعض الأعمال المفيدة النافعة، كالصلاة وقراءة القرآن، وكل ما يمكن أن يساعدك على الاسترخاء.

خامسا: حاولي أن تتحدثي مع صديقة لك تشعرين بالارتياح إليها، لعلكما تتبادلان أطراف الحديث في أمور عامة تريحك.

أخيرا: حاولي أن تنظمي نمط حياتك اليومي، من ناحية الغذاء المتوازن، والنشاط البدني، كل هذا طبعا بالإضافة إلى المحافظة على الصلوات، ومصاحبة القرآن الكريم بأن يكون لك ورد يومي يساعدك على الاسترخاء {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}.

أختي الفاضلة: إذا استطعت من خلال ما ذكرته لك أن تخففي من هذا التوتر والقلق فهذا طيب، وإلا فليس هناك ما يمنع إذا استمر خوفك وقلقك من أن تأخذي موعدا مع العيادة النفسية، لتتحدثي مع أخصائية أو طبيبة نفسية، وهناك أمور كثيرة يمكن أن تساعدك، بالإضافة إلى ما ذكرته لك هنا.

أدعو الله تعالى أن يشرح صدرك، ويكتب لك تمام الصحة والعافية.

مواد ذات صلة

الاستشارات