بعد تعرفها عليه جاء لخطبتها، ما نصيحتكم لها؟

0 4

السؤال

السلام عليكم

أختي كانت على علاقة بشاب، وأخبرها أنه يحبها كثيرا، فرفضته أكثر من مرة، لكنها بعد ذلك استجابت له، وأصبح بينهما علاقة حب، وكانا يتبادلان الرسائل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، هذه العلاقة كانت منذ أكثر من سنتين، وانتهت تماما منذ ذلك الوقت، والذي حدث مؤخرا أنه تم فتح الموضوع مجددا مع والدتي، حيث كان الشاب نفسه هو من أخبرها بكل شيء، وحكى لها تفاصيل علاقته بأختي منذ البداية، وحتى انتهائها، وأخبرها أنه يريد التقدم لخطبتها، والزواج منها على سنة الله ورسوله، كما أخبرها أيضا أنه حاول التواصل مع أختي أكثر من مرة بعد انتهاء العلاقة، لكنها كانت ترفض تماما.

أما والدتي فأصبحت تتحدث معه عن أختي وعنه، وتسأله عن أحواله باستمرار، وأصبحت على تواصل دائم معه، حتى إنها تسأله عن امتحاناته، لأنه لا يزال طالبا حتى الآن، وتتحدث معه قبل الامتحانات من منطلق أنها تعتبره كابنها.

أما أختي فقد تابت توبة نصوحا، ولم تخبرنا بشيء عن العلاقة، بل هو الذي بادر بإخبارنا بكل التفاصيل، فهل هناك إثم على والدتي بسبب تواصلها معه؟ وهل هناك إثم على أختي رغم أنها قطعت العلاقة وتابت؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيميليا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة-، وشكرا لك على هذا السؤال، والاهتمام بأمر أختك، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يثبتها على التوبة النصوح، وأن يلهمها السداد والرشاد، وشكرا للوالدة أيضا على المتابعة مع الشاب، وأرجو أن تؤسس العلاقة هذه المرة على ما يرضي الله تبارك وتعالى.

إذا كان هناك تجاوزات لكن ختمت بتوبة نصوح؛ فإن (التوبة تجب ما قبلها)، و(التائب من الذنب كمن لا ذنب له)، لكن من المهم جدا أن يظل هذا الرفض مستمرا حتى يأتي الشاب إلى داركم من الباب، ويقابل أهلك الأحباب، وتكون علاقة واضحة على كتاب الله وعلى سنة النبي -عليه صلاة الله وسلامه-.

لا مانع من أن تسأل الوالدة عن أخباره، وتهتم به حتى تتعرف عليه، فهو في مقام أبنائها، ولا حرج ولا إشكال في هذا، طالما كان السؤال عن أحواله وعن دراسته وعن أخباره؛ لأن هذه من الأمور المهمة، وهي متاحة للطرفين، فمن حقه أن يسأل عنكم، كما من حقكم أن تسألوا عنه.

لكن العلاقة بين الشاب والفتاة لا بد أن يكون لها غطاء شرعي، وما مضى من التقصير يغفره ربنا الغفور -سبحانه وتعالى-، ويحمد لأختك منعها العودة، ورفضها لأي محاولة تواصل مباشر معه، وشجعوا استمرارها في الرفض؛ حتى تكون العلاقة الصحيحة، وحتى تتخذ القرار التي هي صاحبته، فدور الآباء والأمهات والإخوان والأخوات هو دور إرشادي، فهي صاحبة المصلحة.

لا ننصحها بالقبول للشاب إلا إذا تاب كما تابت، وأيضا تيقنت أن الأمر سيكون فيه مصلحة، وهي صاحبة القرار في كل هذا، ومن حق الشاب أيضا أن يطرق الباب بالطريقة الصحيحة، ولا إشكال على الوالدة، ولا على الأخت، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعين الجميع على العودة إلى الله، والتمسك والتقيد بأحكام وآداب هذا الشرع الحنيف الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به؛ فإن الخير كله في اتباع هذه الشريعة.

نسأل الله أن يقدر لهما الخير ثم يرضيهما به.

مواد ذات صلة

الاستشارات