الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نخاف الله، ولا نستطيع الابتعاد عن بعضنا، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

عمري 23 سنةً، طالب علم، تعرفت على فتاة منذ أكثر من سنة في الجامعة التي أدرس فيها، وفي الحقيقة قد وقعنا في حب بعضنا، دون فعل أي حرام، أدعو الله دائمًا وأستخير: إن كانت هذه الفتاة خيراً لي في ديني ودنياي وحياتي، فاللهم يسرها لي واجعلها من نصيبي، وإن كانت شراً لي في ديني ودنياي وحياتي، فاللهم فرق بيننا، واكفني بحلالك عن حرامك.

رغم المشاكل التي حدثت بيننا، لا زلنا على العهد، وهو الزواج على سنة الله ورسوله، والمشكلة أني أعلم أن هذه العلاقة محرمة، وغير شرعية، وأنا وهي نصلي، ونخاف الله.

أريد أن يطمئن قلبي، ماذا علي أن أفعل بالضبط؟ مع العلم أن أم الفتاة تعلم بصداقتنا، ونحن في نيتنا الزواج.

كلما فكرت في الابتعاد ازداد حبي لها، وضاق صدري، وعجز تفكيري في هذا الموضوع، فأرجو منكم الإجابة.

بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُقدّر لك الخير، ثم يُرضيك به، وأرجو أن يكون رمضان فرصةً لمزيد من المراجعة والمراقبة لله تبارك وتعالى.

ونحب أن ننبهك إلى أن الحل لهذا الأمر هو أن تُخبر أهلك، ثم تتواصلون مع أهل هذه الفتاة؛ لتُصبح العلاقة رسميةً ومعلنةً، وهذه هي الخطبة، والخطبة تضمن لك ولها إكمال هذا المشوار، مع ضرورة أن تُدركا أن الخطبة نفسها ما هي إلَّا وعدٌ بالزواج، لا تُبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته، ولا الخروج بها، ولا التوسُّع معها في الكلام.

من المهم جداً لمصلحة الطرفين أن يكون أهلك على علمٍ بالموضوع، وعلى موافقة، وأن يتكلموا مع أهلها، ويسألوا عنكم، وتسألوا عنهم؛ لأن الزواج ليس علاقة بين شاب وفتاة فقط، ولكنه علاقة بين أسرتين، وبالتالي لا بد أن يكون أهلك على اطلاع بما يحدث، كما أن محارم الفتاة ينبغي أن يكونوا على علمٍ بذلك، وبعد ذلك إذا حصل الوفاق والاتفاق، وحصلت الموافقة المبدئية، عندها ينبغي أن تكون هناك خطبة، فإذا لم تستطيعا التوقف عن التواصل، فيمكن أن تتحوّل هذه الخطبة إلى عقد نكاح، مع تأخير موعد الزفاف، حتى تُكملا دراستكما.

على كل حال: العلاقة بين الفتاة والشاب لا بد أن تكون محكومةً بقواعد الشرع، وهذا فيه مصلحة للشاب والفتاة في كل الأحوال؛ لأن الله يُبارك في العلاقة التي تقوم على قواعد الشرع، والمخالفات الشرعية هي خصم على السعادة الأسرية في مستقبل الأيام.

سعدنا أنكما تخافان الله، وتحافظان على صلاتكما، والذي يأمرنا بالصلاة هو الذي يأمرنا بأن نتقيّد في هذه العلاقة بقواعد وضوابط الشرع الحنيف، والذي أساسها مجيء البيوت من أبوابها، وأيضًا التأكد من أن العلاقة ستكتمل، وهذا عن طريق إخبار الأسرة من قبل الطرفين.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات