أبحث عن فتاة ملتزمة في منطقتي ولم أجدها، فماذا أفعل؟

0 1

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب عمري 24 عاما، ملتزم والحمد لله، وأرغب في الزواج، وإن شاء الله أنا قادر عليه، فأغلب الفتيات يكون حجابهن حجاب "موضة"، باختلاف درجة الالتزام أو التدين، والأغلب يكون الشعر مغطى بالكامل، ولكن ترتدي بنطالا، وأحيانا الشعر يكون ظاهرا من الحجاب، وأحيانا تضع المكياج.

بالإضافة إلى أن العرف عندنا إقامة الفرح في قاعة، بما فيها من أغان ورقص وهكذا.

أبحث منذ عامين عن الزواج الصالح، ولكن لم أوفق، وإذا وجدت فتاة متدينة وحجابها كامل، ولكن في محافظة أخرى، يرفض أهلها بسبب بعد المسافة، وإذا وجدت فتاة أكبر مني بعام أو اثنين ترفض بسبب فارق السن.

والدتي توفيت منذ بضعة أشهر، والآن أشعر بالفقد والوحدة الشديدة، وعدت إلى الانتكاسة بالمواقع الإباحية، رغم أني ملتزم -والله يشهد على ذلك- مما زاد هذا من الاكتئاب، ووالدي تخطى عمر الـ 70، وإذا توفي لن يكون معي أحد حرفيا.

سؤالي: ماذا أفعل؟ هل أرضى بفتاة أخلاقها جيدة وتغطي شعرها، ولكن ترتدي البنطال؟ مع احتمالية أني لن أقدر على جعلها تلتزم بالحجاب الشرعي بعد الزواج؟

وعلى الأغلب أهلها سيطلبون الفرح بالقاعة كما هو متعارف عليه؟ فهل هذا أكثر حراما مما أنا فيه الآن؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونسأل الله أن يرحم الوالدة، وأن يعينك على بر الوالد، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يضع في طريقك فتاة تخاف الله وتتقيه، وتعينك على تقوى الله تبارك وتعالى، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

لا شك أن الخير في المسارعة في الزواج، والإنسان ينبغي أن يبحث عن أفضل الموجودات، إذا لم يجد صاحبة التدين الحق الكامل الذي يريد، فعليه أن يبحث عن أفضل الموجودات، ويرجح ويقدم من عندها استعداد في أن تتحسن، وتتقدم في تدينها وفي طاعتها لربها تبارك وتعالى.

الإنسان يجتهد في تجاوز المخالفات الموجودة في الأعراس وفي تجاوز العادات التي اعتادها الناس وفيها مخالفات، ولكن هذه المسائل أحيانا يحتاج فيها الشخص أن يسدد ويقارب، وبعض الشر أهون من بعض، ولكن لا ينبغي أن يكون وجود الاحتفالات -أو كذا مما ذكرت- سببا في أن يترك الإنسان الزواج جملة وتفصيلا.

يتأكد أهمية الإسراع في الزواج مع ما ذكرت، من فقد الوالدة، وكبر سن الوالد، وعودتك إلى ممارسات خاطئة؛ لأن الإنسان بالفطرة يحتاج إلى الزواج، ونحن في زمن الفتن، ونسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يلهمك السداد والرشاد.

وجود بنات بالطريقة التي أشرت إليها: متدينة، لكن حجابها كذا أو كذا، هذا كله هو الواقع الذي نعيش فيه، ولذلك ينبغي أن تحرص على أن تشترط الشروط الشرعية، وستجد من عندها استعدادا لأن تتحسن في حجابها وفي التزامها بعد الزواج، وكذلك مع أهل الفتاة، ومع أهلك تجتهدون دائما في أن يكون الزواج خاليا من المخالفات، وفيه طاعة لرب الأرض والسماوات، والإنسان يجتهد في هذا، وقد يفقد السيطرة في بعض الأمور، ولكن هذا أهون بلا شك من ترك الزواج، والانهماك في المواقع السيئة المشبوهة، كما أن وجود الوالد داعم لك.

نسأل الله أن يعينك على أن تتزوج، وأن تكون أنت والزوجة في خدمة هذا الأب الكبير، ونسأل الله أن يرزقك بر الوالد، وبر الوالدة؛ لأن برها لا ينقطع بموتها، وأن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

إذا: الخطر والخوف في ترك الزواج، والانهماك في المخالفات، هذا هو الأخطر الأكبر، ولذلك عجل بالزواج، ونسأل الله أن يعينك على الخير، واعلم أن الرجل إذا قام بواجباته واجتهد في طاعة ربه؛ فإن تأثيره على الزوجة كبير، واحتسب إصلاح الزوجة، وبشرى لك: (لأن يهدي الله بك رجلا - طبعا أو امرأة- خير لك من حمر النعم)، فاجعل طاعة الله بداية في اختيار الزوجة، وبناء البيت على التقوى والخير هدف كبير لك.

كما يمكنك أن تتوجه إلى المساجد وأئمة المساجد وإلى مراكز التحفيظ، فلعلك تجد من الإخوة الصالحين من لديه أخت أو قريبة محجبة وملتزمة، ويمكنك الزواج بها.

ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات