ما المقصود بزينة المرأة، ولماذا جعلها الله فتنة دون الرجل؟

0 78

السؤال

لماذا المرأة فتنة دون الرجل؟ قلتم لما جعل الله بها من زينة، ما هي الزينة؟ ولماذا وضعها بالمرأة دون الرجل؟ لماذا هي تفتن وهو لا؟

أرجو التوضيح وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ TABARK حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابنتنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب.

العلاقة بين الرجل والمرأة ربطها الشرع الإسلامي الحنيف بضوابط، وحفها بأنواع من التوجيهات بقصد تجنيب كل واحد من الجنسين الافتتان بالآخر، فالمرأة فتنة للرجل، والرجل فتنة للمرأة، ولكن الله -سبحانه وتعالى- بحكمته وخلقه وتدبيره خص المرأة بخصائص وميزها بها دون الرجل، كما خص الرجل بخصائص ليست في المرأة، فجعل المرأة محلا للزينة، ودعاها إلى التزين والتجمل، وأباح لها من أسباب الزينة ما لم يبحه للرجل.

فأباح لها التحلي بالذهب، ولم يبحه للرجل، وأباح لها لبس الحرير ولم يبحه للرجل، وهذا كله مراعاة لما جبلت عليه المرأة، وفطرت عليه من حب التجمل والتزين، ولما يترتب على ذلك من المصالح الشرعية والكونية في التجمل لزوجها، بحصول الزواج وإنجاب الذرية، وحبب إلى الرجال النساء كما حبب إلى النساء الرجال، لتحصيل هذه المقاصد.

ولكنه -سبحانه وتعالى- أمر المرأة بأن تخفي زينتها عن غير زوجها من الرجال الأجانب، حتى تصان المجتمعات عن الوقوع في أسباب الفساد وذرائعه، فأمر المرأة بالحجاب الشرعي، ولم يأمر به الرجل؛ لأن ذلك هو مقتضى الحكمة؛ فالرجل أكثر حركة في طلب الأرزاق من النساء، فلو أن الله -سبحانه وتعالى- أمر الرجل بالحجاب لتعطلت مصالح كثيرة، ولكنه فرض الحجاب على المرأة لأنها أقل حركة من الرجل، والتزامها بالحجاب أسهل وأيسر من التزام الرجل به، وأقل أضرارا. هذا من جانب.

ومن جانب آخر: المرأة هي الطرف المطلوب، وهي الطرف الأضعف، فأمرها الشارع بأن تستر هذه الزينة حتى لا تتعرض للاعتداء، بخلاف الرجل فإنه هو الطالب، وهو الأقوى، ولم يأمره الشارع بالحجاب وستر زينته؛ لأن المرأة لا تقدر على اغتصابه في غالب الأحوال.

فالتشريعات الربانية جاءت موافقة للفطرة الإنسانية، ومحققة للمصالح الدنيوية والأخروية، ولا يملك الإنسان أن يقول أمامها حين يتفكر فيها إلا أن يردد قول الله سبحانه وتعالى: {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير} [الملك: 14].

نسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يوفقنا جميعا للتفقه في دينه والعمل به.

مواد ذات صلة

الاستشارات