السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا متزوجة منذ 5 سنوات، ولم يكتب الله لي الذرية بعد -والحمد لله على كل شيء- ولكن تتبعنا أنا وزوجي أكثر من طبيب وطبيبة حوالي 13 أو أكثر، ولم يجمعوا على مرض أو علة تمنع الحمل لدينا، سوى أن لدي بعض الالتهابات أو التكيسات، وكلها أشياء بسيطة، ولكن لا تمنع الحمل. تعبت نفسيتي، واتجهت لله -تعالى- بالتسبيح والاستغفار، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وسورة البقرة، وقراءة بعض سور القرآن، مثل: مريم، والأنبياء، وأحيانا تقل همتي، وأحيانا تزيد إذا نزل العذر الشرعي.
مع العلم أنه -سبحان الله- حين انقطعت عن الأطباء انتظم العذر الشرعي، ولم تنقطع بالأشهر مثلما كان يحدث لي سابقا، الآن أمي دائما توبخني، ومن حولي من عائلتي وعائلة زوجي، بأني كسلانة، ولا آخذ بالأسباب، ولم أعد أتجه للأطباء للحقن المجهري أو منشطات مرة أخرى، وهذا يؤلمني جدا، وينغص عيشتي، وطبعا يؤثر على زوجي وبيتي ونفسيتي، فهل أنا هكذا فعلا مقصرة وسيحاسبني الله على تقصيري؟
أخشى أن يكون ابتلائي بسببي، وليس من الله؛ لأني لم أتحمل التنقل بين الأطباء والعلاج، مع العلم أنه كان يؤخر العذر الشرعي، وطبعا يؤثر على كل شيء حولي!
أرجوكم أفيدوني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورهان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يطعمك من حلال، وأن يرزقك البنين والبنات، وأن يقدر لك الخير حيث كان؛ إنه جواد كريم.
قد ذكرت -أيتها الكريمة- أنك أخذت بالأسباب، وذهبت إلى أساتذة كثر، والجميع أخبرك أن لا مشكلة لك طبية، وعليه فلا إثم عليك في الأخذ بالأسباب، إلا إذا كانت المسألة تتطلب فحصا دوريا، وأن هذا هام بالنسبة لحالتك؛ ففي هذه الحالة ينبغي عليك المتابعة.
ثانيا: مسألة اعتدال الدورة من عدمها، مع أخذ الدواء أو تركه، تعود إلى الطب، فلا نستطيع أن نحكم بأن اعتدالها مع عدم الذهاب للأطباء هو الخير، ولا تغيرها مع أخذ الدواء هو الشر، بل لا بد أن يحكم طبيب مختص في ذلك.
ثالثا: لا شك أن العامل النفسي له دوره في اعتدال المزاج العام، وفي التبويض، وفي اعتدال الدورة، وقد ذكر الثقات من الأطباء أن العامل النفسي قد يكون أحد العوامل السلبية في مسألة التبويض.
رابعا: أنت -والحمد لله- مؤمنة وتعلمين قطعا أن الإنجاب رزق من الله تعالى، وأن الله الكريم هو الواهب، قال تعالى: {يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور* أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما...}، وعليه: فالاحتماء بالله مع كثرة الدعاء هو الطريق الآمن والسالم، والذي يرجى من ورائه الخير، ولنا في إبراهيم -عليه السلام- أسوة، فقد دعا ربه أن يهب له من الصالحين، فبشره الله -سبحانه- بإسماعيل، وقد كان عمره قريبا من التسعين، وكذا زكريا -عليه السلام- حين دعا ربه فقال: {رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء* فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى} وقد كان كبيرا في السن، وزوجته كانت عاقرا، وهذا يعني بالمقاييس المادية أن الولادة مستحيلة، لكن هذا في قوانين البشر، والله يفعل ما يشاء.
وعليه فالدعاء هو الملاذ الآمن لك، مع نصيحتنا لك بما يلي:
1- المحافظة على الطاعة في بيتك والابتعاد عن المعصية.
2- الاجتهاد في زيادة معدل التدين عندك وعند زوجك.
3- المحافظة على أذكار الصباح والمساء والنوم.
4- قراءة سورة البقرة كل ليلة أو الاستماع إليها.
5- إن استطعتم الذهاب إلى العمرة، والشرب من ماء زمزم أثناء فترة التبويض، فهذا خير.
وأخيرا: الدعاء ثم الدعاء، الزميه -أختنا الكريمة- مع الإيمان التام بأن أقدار الله كلها خير، هذان سيبعثان في نفسك الاطمئنان، والذي قد يكون أحد الأسباب للسلامة النفسية، وهي مطلوبة لك ولزوجك.
نسأل الله الكريم أن يمن عليكما بفضله، وأن يرزقكما الأولاد إنه جواد كريم، والله الموفق.