السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
رضي الله عن القائمين عن الموقع، وجزاهم عن الإسلام خيرا، فقد وجدت أن أفضل من أستشيره هو حضراتكم، وأرجو الله أن يوفقكم لنصيحتي على أتم وجه.
أنا فتاة، عمري 22 سنة، وأجاهد نفسي ما استطعت لأكون صالحة مصلحة، وأسأل الله العون والسداد.
خطبت منذ عدة أشهر لشاب من مدينتي وعقدنا قراننا، هو شاب عادي ملتزم بصلاته، ويفعل الخير، ويجاهد نفسه على الاستقامة، يحبني ويحترمني ويعاملني بلطف، لكن المشكلة بي أنا، كنت في البداية مطمئنة لزواجي منه ومرتاحة، لكن بعدها وإلى الآن وأنا متقلبة المزاج، ومترددة كثيرا، وأشعر أني تسرعت، وأتمنى لو يعود بي الزمن ولا أقدم على الزواج.
خطيبي شكله جيد، لكنه ليس جميلا جدا، كنت دائما مقتنعة أن العقل أهم من الشكل، لكن الأمر ليس بيدي، وأصبحت أتضايق من شكله إلى حد ما، ولو صدر منه خطأ أو تقصير فإني أنزعج جدا وأكرهه، مع أن جميعنا بشر ومقصرون.
أشعر أني لست قادرة على أن أكون زوجة وأما صالحة، مع أني حفظت القرآن والأحاديث، وأحضر الدروس الدينية، بالإضافة إلى أني حساسة جدا، وأي مزاح يصدر منه أحزن، وربما أبكي.
أحيانا أجد نفسي متحمسة للزواج منه وفرحة، وأحيانا أشعر أني لا أحبه ولا أريده، وليس هذا فقط بل إني أشعر أن كل حياتي ليست جيدة، وأني لم أفعل شيئا واحدا جيدا في حياتي، وهذا أدى لتقصيري في علاقتي مع الله تعالى، حتى وأنا أجهز لزواجي من ملابس وغيرها، أكون فرحة ثم فجأة أكره كل شيء، وأتمنى لو ألقي كل ما اشتريته في القمامة.
أرجوكم ساعدوني وأشيروا علي وانصحوني ماذا أفعل؟ كيف أغير تفكيري وحياتي، وأسعد مع خطيبي وأسعده؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
المواصفات المذكورة للشاب مناسبة، والحمد لله أنكما سرتما خطوات في الاتجاه الصحيح، وحصل الانشراح والارتياح المشترك من الطرفين؛ وعليه فلا عبرة لما يحصل بعد ذلك من انزعاج أو مشاعر مضطربة فلا قيمة لها، فتعوذي بالله من شيطان لا يريد لنا الخير، وتذكري أن الحب من الرحمن، وأن البغض من الشيطان، كما قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: "يريد أن يبغض لكم ما أحل الله لكم".
وهذا التوتر والانزعاج الذي يحدث في هذه المرحلة -مرحلة ما قبل الزواج- جزء طبيعي منه؛ لأن الفتاة وكذلك الشاب يشعران أنهما مقدمان على مسؤوليات جديدة، وظروف جديدة، وكما قالت العربية: "وخلفت العش الذي فيه درجت، إلى وكر لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه".
وبالتالي أرجو ألا تأخذ هذه الأمور أكبر من حجمها، وحق لك أن تفرحي بهذا الخير، وأن تكملي الاستعدادات لهذه المناسبة، وإذا ذكرك الشيطان بأي سلبية في الشريك فعليك أن تتذكري ما فيه من إيجابيات، وسعدنا أنك تشيرين إلى أننا بشر والنقص يطاردنا، فلن تجد الفتاة شابا بلا عيوب، كما أن الشاب لن يفوز بفتاة بلا نقائص، ولكن طوبى لمن تنغمر سيئاته القليلة في بحور حسناته الكثيرة.
وإذا كان الشاب يحاول أن يمزح أحيانا وأنت تتضايقين من بعض التصرفات التي تحدث؛ فأرجو أن تكوني صريحة في مناقشة مثل هذه الأمور، وأعتقد أن ما بينكما أكبر من هذا، والحمد لله أن الارتياح حاصل من الطرفين، والتوافق ظاهر في هذه العلاقة، التي نسأل الله أن يعينكما على إكمالها على الوجه الذي يرضي الله تبارك وتعالى.
والذي نوصي به هو تحسين العلاقة بالله تبارك وتعالى؛ لأن الإنسان إذا أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس.
ثم عليك بكثرة الدعاء، وقراءة أذكار الصباح والمساء، وقراءة الرقية الشرعية، وسؤال الله تبارك وتعالى توفيقه والسداد، وحق لك أن تتحمسي لإكمال هذه المناسبة السعيدة، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يجمع بينكما في الخير وعلى الخير.
ونوصي أيضا بمزيد من الاهتمام بالصلاة والطاعة لله تبارك وتعالى، وأنت -ولله الحمد- من درست القرآن وتعلمت الأمور الشرعية، فنسأل الله أن يعينك على الخير، وهذا التفكير السلبي ينبغي أن يتوقف، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسعادة والسداد.