السؤال
لي صديق كانت حياته مستقرة بشكل كبير، وفي يوم أمسك هاتف زوجته، ووجد أنها تراسل شخصا غريبا بكلام حب على مدار سنتين، ووجد مقاطع فيديو لمقابلات بينهما في أحد الأماكن العامة، فقام بطردها من البيت، وإرسالها لأبيها، وأخذ ابنه ومنعهم من رؤيته.
هل يحق له منعهم من رؤية الطفل؟ وماذا يفعل معهم؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أيها الابن الكريم- في الموقع، وشكرا لك الاهتمام بأزمة صديقك، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الوصول معه للحلول المناسبة، وأن يستخدمنا وإياك في طاعته، وبشرى لمن يسعى في الإصلاح بين الناس، قال العظيم: (لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما).
لا شك أن الزوجة المذكورة أخطأت، لكن الخطأ ما ينبغي أن يعالج بالخطأ، وإنما يعالج بالحكمة وإدارة الأمور بمنتهى السرية وبمنتهى الحكمة، ونتمنى أن تشجع صديقك حتى يتواصل مع الموقع، حتى نضع معه النقاط على الحروف، ليصل إلى حل لا يلحق الضرر بابنه ومستقبله ومستقبل أسرته، والرجل من حقه أن يكمل المشوار أو لا يكمله، لكن ليس من حقه أن تكون هناك فضيحة وإشعال لنيران العداوات؛ لأن هذا يترك آثارا على الجميع، والفضيحة ستحرق الجميع.
لذلك أرجو أن تنبهه لضرورة التواصل مع الموقع، حتى نتعاون في الوصول إلى الحلول المناسبة.
أما بالنسبة للطفل فلا يحق له منعهم من رؤية الطفل، وعند ذلك ينبغي أن يوقن أن هذا الطفل مثلما يحتاج إلى والده يحتاج إلى والدته أيضا، فلا يجوز له منعهم من رؤية الطفل، بل ينبغي أن يتعامل مع الوضع بمنتهى الحكمة، وإذا أراد أن يذهب للجهات الشرعية فستوضع له الحلول، وسيكون الطفل مع أمه طالما كان صغيرا، وهو الواضح من خلال السؤال، وفي هذه الحالة يتاح له هو أن يراه، لكن الحضانة ستكون مع أمه، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينهم على الخير.
إذا الذي ينبغي أن يفعله أن يسعى للصلح، ويحرك العقلاء والعلماء ليضعوا النقاط على الحروف، ويحاول أيضا لم شمل الأسرة، فإن عجز عن ذلك فعليه أن يتذكر أن الشريعة فيها (فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان)، فليس في الشريعة فضيحة، وليس في الشريعة عناد، وليس في الشريعة اتخاذ الطفل وسيلة للأذى له أو لها.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يعينه على الوصول إلى الحل المناسب، وأن يهدي تلك الزوجة إلى الحق والخير، وأن يلهمهم السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.
والله الموفق.