السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا، أنا من المتابعين لموقعكم المفيد الموثوق، وقد انتفعت به كثيرا والحمد لله.
أنا طالبة طب، وكنت قد بدأت مؤخرا بتعلم علوم الشريعة، لدي مشكلة حقيقية مع عائلتي؛ فهم لا يكترثون أبدا للوقت، أنا أقوم بالمهام المنزلية على أكمل وجه، ولكن أرى منهم عدم اهتمام بمسألة طلب العلم؛ فعندما أجلس لأذاكر يقطعون مذاكرتي، إما بمهمة معينة في المنزل، أو بالتحدث مع بعضهم بصوت عال، والضحك، مع العلم أن المنزل ليس كبيرا، ولا أستطيع إلزامهم بشيء؛ لأني أستحي أن أطلب منهم أن يوفروا لي الجو لطلب العلم، كما أنه لا تتوفر مكتبة بالقرب من المنزل. أصبح معظم وقتي في النظافة والطبخ، والاستماع والمشاركة بأحاديث لا أريدها ولا أحتاجها، أحتسب الأجر عند الله دائما وأصبر، ولكني تعبت نفسيا!
كما أني عندما أصلي وأقرأ وردي من القرآن، وأذاكر محاضرة أو اثنتين (ودائما ما تتم مقاطعتي أثناء الدراسة؛ مما يسبب عدم القراءة بتركيز) أحس أني قد أنجزت وسط هذه الفوضى التي تحيط بي. كما أني تركت قراءة الكتب الدينية، والبرامج المفيدة التي سجلت بها، وأصبحت أركز فقط على الطب؛ لأن المحاضرات تراكمت بسبب هذا الوضع، فبماذا تنصحونني؟ وكيف أتعامل مع هذا الوضع البائس؟
أحس أن حياتي تدمر، ليس هذا شكل الحياة الذي أريده، أريد أن أكون عالمة في مجالي، لدي أهداف أريد تحقيقها، كما أريد أن أكون عالمة بأمور ديني؛ فأنا أحب تعلم الدين كثيرا.
ماذا أفعل مع عائلتي؟ فهم يحبونني ولا أستطيع جرح مشاعرهم وإخبارهم بأن حياتهم غير منظمة، وأنهم يضيعون وقتي وحياتي؛ لقد تعبت نفسيا وجسديا من هذا الوضع؛ لدرجة أني عندما يكون هناك متسع جيد من الوقت في يومي، أحس بأني مقيدة ولا أستطيع فعل شيء؛ بالرغم من أني أريد ذلك!
أصبحت أنا من أمنع نفسي، وقد فقدت الأمل وأصبحت أقول لنفسي: إنه يوم واحد، وغدا يعود الروتين البائس، أصبحت لا أسجل في البرامج المفيدة، وأخاف من أن أبدأ بأي نشاط؛ لأني أعلم أني لن أكمله.
الرجاء مساعدتي ونصحي؛ لأني مشتتة ومتعبة جدا!
وجزاكم الله خيرا وأعانكم، والسلام عليكم.