عائلتي لا توفر لي البيئة المناسبة للمذاكرة، فماذا أفعل؟

0 20

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا، أنا من المتابعين لموقعكم المفيد الموثوق، وقد انتفعت به كثيرا والحمد لله.

أنا طالبة طب، وكنت قد بدأت مؤخرا بتعلم علوم الشريعة، لدي مشكلة حقيقية مع عائلتي؛ فهم لا يكترثون أبدا للوقت، أنا أقوم بالمهام المنزلية على أكمل وجه، ولكن أرى منهم عدم اهتمام بمسألة طلب العلم؛ فعندما أجلس لأذاكر يقطعون مذاكرتي، إما بمهمة معينة في المنزل، أو بالتحدث مع بعضهم بصوت عال، والضحك، مع العلم أن المنزل ليس كبيرا، ولا أستطيع إلزامهم بشيء؛ لأني أستحي أن أطلب منهم أن يوفروا لي الجو لطلب العلم، كما أنه لا تتوفر مكتبة بالقرب من المنزل. أصبح معظم وقتي في النظافة والطبخ، والاستماع والمشاركة بأحاديث لا أريدها ولا أحتاجها، أحتسب الأجر عند الله دائما وأصبر، ولكني تعبت نفسيا!

كما أني عندما أصلي وأقرأ وردي من القرآن، وأذاكر محاضرة أو اثنتين (ودائما ما تتم مقاطعتي أثناء الدراسة؛ مما يسبب عدم القراءة بتركيز) أحس أني قد أنجزت وسط هذه الفوضى التي تحيط بي. كما أني تركت قراءة الكتب الدينية، والبرامج المفيدة التي سجلت بها، وأصبحت أركز فقط على الطب؛ لأن المحاضرات تراكمت بسبب هذا الوضع، فبماذا تنصحونني؟ وكيف أتعامل مع هذا الوضع البائس؟

أحس أن حياتي تدمر، ليس هذا شكل الحياة الذي أريده، أريد أن أكون عالمة في مجالي، لدي أهداف أريد تحقيقها، كما أريد أن أكون عالمة بأمور ديني؛ فأنا أحب تعلم الدين كثيرا.

ماذا أفعل مع عائلتي؟ فهم يحبونني ولا أستطيع جرح مشاعرهم وإخبارهم بأن حياتهم غير منظمة، وأنهم يضيعون وقتي وحياتي؛ لقد تعبت نفسيا وجسديا من هذا الوضع؛ لدرجة أني عندما يكون هناك متسع جيد من الوقت في يومي، أحس بأني مقيدة ولا أستطيع فعل شيء؛ بالرغم من أني أريد ذلك!

أصبحت أنا من أمنع نفسي، وقد فقدت الأمل وأصبحت أقول لنفسي: إنه يوم واحد، وغدا يعود الروتين البائس، أصبحت لا أسجل في البرامج المفيدة، وأخاف من أن أبدأ بأي نشاط؛ لأني أعلم أني لن أكمله.

الرجاء مساعدتي ونصحي؛ لأني مشتتة ومتعبة جدا!

وجزاكم الله خيرا وأعانكم، والسلام عليكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الزهراء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وبعد:

فاعلمي زودك الله بالتقوى وغفر ذنبك، أن الله ما وضع محبة في قلب عبد إلا يسر له طريق الوصول إليها، وقد حبب الله إليك العلم بفرعيه: العلم الشرعي، والعلم الدنيوي، وتلك والله نعمة قد من الله بها عليك، وإنا على ثقة من أن مستقبلا باهرا ينتظرك بأمر الله تعالى.

أختنا الكريمة: فقه الأولويات لا بد أن يعمل اليوم بصورة واضحة، وأولوياتك اليوم بالترتيب كالآتي:
- البر بأهلك.
- دراستك النظامية في كلية الطب.
- طلب العلم الشرعي.

ولا بد من الموازنة الدقيقة حتى نحصل على النتيجة المرضية، وعليه فننصحك بما يأتي:
1- ترتيب الوقت جيدا بين المذاكرة والجلوس مع الأهل، على أن يكون ذلك بقدر المستطاع في الأوقات الميتة بالنسبة للمذاكرة.

2- يستحب بين كل مادتين في الدراسة الاستراحة البسيطة؛ حتى يتم الفصل بين المادتين، وننصحك في كل استراحة بالخروج إليهم والحديث معهم، ثم ذكر جملة تظهرين فيها حرصك على الجلوس معهم، ولكن الواجبات هي التي تدفعك إلى القيام.

3- دراسة العلوم الشرعية عميقة وطويلة؛ لذا ننصحك بتأخيرها إلى أوقات الإجازة الصيفية أو منتصف الدراسة.

4- استغلال الأوقات الضائعة (كالمواصلات مثلا) في سماع القرآن، أو المراجعة للمحفوظات أو الاستماع لبعض المحاضرات، على أن يكون ذلك محصورا في تلك الأوقات.

5- تأجيل التسجيل في البرامج العلمية الشرعية أو الوعظية حتى الانتهاء من دراستك.

6- المحافظة على الصلاة والنوافل، والأذكار، مع الدعاء لله أن تستفيدي من أوقاتك، وأن يبارك لك فيها.

بهذا تحدث الموازنة بين ما يجب عليك وما تطمحين إليه، واعلمي أن برك بأهلك وتحملك هذا الضغط لن يضيع عند الله سدى، وقد يجد البار من بركة التذكير والإعانة على الفهم ما لا يجده غيره، فاستعيني بالله، واستبشري الخير بذلك.

نسأل الله أن يحفظك وأن يرعاك، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات