السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
قمت بنصح أستاذي برسالة على تطبيق الواتس آب فقلت: "الصلاة أولى من العمل يا أستاذ" فقام بالرد برسالة طويلة مفادها أنه يحاول قدر استطاعته.
أنا فتاة على قدر من الالتزام، وأحاول الصمود وتهذيب نفسي، لكني أسقط أحيانا، هل بنصحي له أذنبت؟ وهل يجب علي التوبة؟ وهل أسأت إلى نفسي؟ وهل قد يظن في السوء؟
علما بأني عادة ما أضع حدودا بيني وبين أستاذي.
كنت في حيرة شديدة من أمري، أعرف أنه كبير بما فيه الكفاية، حتى يدرك أولوياته، ولكن (وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين).
أرجو أن تفيدوني فأنا أشعر بالحيرة الشديدة!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ .... حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب.
أولا: نشكر لك حرصك على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتذكير الناس بالفرائض والواجبات الشرعية، ونسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير، ولكن مع هذا ننصحك بأن تتعلمي أحكام ما تريدين الدعوة إليه، أو ما ستمارسين من خلال هذه الدعوة؛ فإن الإسلام يطلب من أبنائه أن يكونوا على بصيرة من أمرهم، كما قال الله تعالى في كتابه: {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني}.
والعلم قائد للعمل، ومن هذا العلم الذي ينبغي أن تعرفيه -ابنتنا العزيزة- هو الضوابط الشرعية لضبط العلاقة بين المرأة والرجل الأجنبي عنها، ما يجوز من هذه العلاقات وما لا يجوز، وأن تتفطني للأبواب التي قد يحاول الشيطان فتحها لإغواء أحد الجنسين بالآخر، وقد حذر النبي ﷺ من فتنة الرجال بالنساء، وفتنة النساء بالرجال أشد تحذير، وقال: (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء).
ولهذا جاءت الشريعة بجملة من الضوابط الشرعية للكلام بين الرجل والمرأة، كما قال الله في كتابه الكريم مخاطبا أمهات المؤمنين، وهن أطهر نساء هذه الأمة: {فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض}، فإذا احتاجت المرأة إلى أن تتكلم مع رجل أجنبي لابد أن يكون الكلام منضبطا بالضوابط الشرعية، ألا يكون فيه خضوع، ولا لين، وألا يكون مثيرا، وإذا أحست بأنه سيكون باب شر فينبغي أن تقطع ذلك، وأن تسد هذا الباب، ... وهكذا.
فمجرد التذكير بأداء الفرائض ليس فيه محذور -إن شاء الله- ولكن احذري من أن يجعله الشيطان بابا ليجرك من خلاله إلى غيره من المخالفات، فقد حذرنا الله تعالى من الشيطان ومكره، فقال: {يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر}.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقك لكل خير.