السؤال
السلام عليكم.
أعاني من نوبة تصيبني وأنا نائمة، مع ذعر وهلع، وأحس أني أحتضر حقيقة، وأجد نفسي جالسة على السرير، وأنطق الشهادة، وضربات قلبي متسارعة، ويتملكني خوف شديد، وبعدها بثوان أستوعب أني استيقظت من النوم، فهل هذا مرض أم حلم أم ماذا؟
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عائشة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -أختنا الفاضلة- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال المختصر.
نعم -أختي الفاضلة- إن ما وصفته هو حالة من نوبات الهلع أو نوبات الذعر، (Panic attacks)، والتي غالبا تأتي والإنسان مستيقظ، ولكن في بعض الحالات تأتي للإنسان وهو على وشك الاستيقاظ، أو ما بين النوم والاستيقاظ، كما يحصل معك.
عندما تأتي هذه النوبة يكون الأمر مخيفا للمصاب، حيث يشعر بتسرع ضربات قلبه، وربما التعرق ورجفة اليدين، وكأنه على وشك أن يغمى عليه، أو على وشك أن يفارق الحياة.
إن هذه النوبات النفسية ليس لها أسباب عضوية، إلا أن التعب وقلة النوم والإجهاد يمكن أن تزيدها.
اطمئني -أختي الفاضلة- على أنها مجرد نوبات نفسية، بعون الله -عز وجل- لن تعرضك للأذى، ولكن هذه النوبات لن تختفي فجأة، إلا أنها قد تأخذ بعض الوقت.
أمامك خياران:
الأول: أن تتعايشي مع هذه النوبات، وتطمئني نفسك على أن الأمور بخير، بالرغم من أن النوبة -كما ذكرت لك- مخيفة، إلا إنه لن يحصل لك ما يخيف، ولن تحتاجي إلى علاج، هذا في الاحتمال الأول.
الثاني: إذا استمرت هذه النوبات فيفيد عندها أن تأخذي موعدا مع الطبيب النفسي، ليقوم بفحص الحالة النفسية، ويعرف عنها، وربما قد يصل إلى معرفة أسباب هذه النوبات من خلال معرفة تفاصيل حياتك، والتي لم تذكري لنا عنها الكثير، ومن ثم يؤكد التشخيص، ويضع لك الخطة العلاجية، سواء كان علاجا دوائيا بأحد الأدوية المضادة لنوبات الهلع، أو المعالجة المعرفية السلوكية، عن طريق الكلام، وعدم التجنب، وإنما مواجهة المواقف، والأماكن التي تشعرين فيها بنوبات الذعر هذه.
أدعو الله تعالى لك أن يتم عليك صحتك، وأن يعافيك من هذا الأمر، وبالله التوفيق.