السؤال
السلام عليكم.
في بداية زواجي من زوجي الثاني، كان يحب ابنتي كثيرا، ومتعلقا بها، وفجأة مرضت ابنتي وتقيأت في سيارته، وكان القيء غريبا وكثيرا، ومنذ ذلك الحين أصبح لا يطيق ابنتي ولا يحب أن يراها، وعندما أكون في بيت أهلي مع ابنتي ويأتي إلى بيت أهلي، يصبح الوضع غير مريح في البيت، فهل يمكن أن يكون هناك سحر وضع مع الاستفراغ لإصابة شخص آخر؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ساجدة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان.
لا نستطيع أن نثبت أو ننفي وجود السحر من عدمه، ولكن نقول لك: إن معالجة السحر إن وجد أمره هين -بإذن الله تعالى-، لكننا نود هنا أن نثبت بعض الحقائق:
1- السحر والعين حق، ولهما تأثير عام، ويقع -بإذن الله تعالى-، وقد دل على ذلك القرآن والسنة:
- فمن القرآن: ما قاله الله على لسان يعقوب -عليه السلام-: {وقال يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة}، والحكمة في ذلك كما قال أهل العلم: خوفا عليهم من العين.
وكذلك قول الله: {وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون}.
- وأما السنة: فما روي عن ابن عباس -رضي الله عنهما- عن النبي ﷺ قال: (العين حق، ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين، وإذا استغسلتم فاغسلوا) [رواه مسلم].
2- لا يقع في ملك الله إلا ما يريده الله عز وجل، وكل شيء بتقدير، فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن. قال تعالى: {إنا كل شيء خلقناه بقدر}، والمؤمن يعتقد ذلك ويؤمن به في إطار قول الله تعالى: {قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون}.
3- الرقى هي العلاج الوحيد للمسحور أو غيره، وهي ثابتة بالكتاب والسنة، فقد ورد عن النبي ﷺ الاسترقاء بسورة الإخلاص {قل هو الله أحد}، وبالمعوذتين: {قل أعوذ برب الفلق}، و{قل أعوذ برب الناس}، وقال: (لم يتعوذ الناس بمثلهن) [رواه مسلم]. و(كان النبي ﷺ إذا اشتكى قرأ على نفسه المعوذتين، ونفث). [متفق عليه]. والنفث: النفخ. وتعوذ النبي ﷺ بالمعوذتين لما سحره اليهود. وصح عنه ﷺ أنه قال لمن رقى بالفاتحة: (وما يدريك أنها رقية؟) [رواه البخاري]، والمعنى أنه أقره على الاسترقاء بها.
وعليه: فالرقية الشرعية من الكتاب والسنة هي النافعة -بإذن الله- ونحن ننصحك بما يلي:
أولا: الرقية بهذا الآيات لكل البيت:
- سورة الفاتحة.
- آية الكرسي.
- سورة الإخلاص.
- المعوذتان، سورتا الفلق والناس.
- آيتان في نهاية سورة البقرة، التي تبدأ بـ {آمن الرسول بما أنزل إليه ...} إلى آخر السورة.
4- قراءة سورة البقرة كل ليلة في البيت، أو على الأقل سماعها كل ليلة، المهم أن يكون ذلك كل ليلة، ولابد من الصبر والاستمرار -أختنا الفاضلة-.
5- المحافظة على الأذكار والأوراد الثابتة عن رسول الله ﷺ، ويمكنك الاستعانة بكتاب (حصن المسلم من أذكار الكتاب والسنة).
6- الرقية على الماء وصبها على الزوج نافعة -بإذن الله تعالى-؛ فقد ذكر ابن القيم أثرا في ذلك عن أبي حاتم عن ليث بن أبي سليم قال: بلغني أن هؤلاء الآيات شفاء من السحر -بإذن الله-، تقرأ في إناء فيه ماء، ثم يصب على رأس المسحور، والآيات هي:
- قوله تعالى: {فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين (81)} [يونس: 81].
- وقوله: {فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون * فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين * وألقي السحرة ساجدين} [الأعراف: 118-120].
- وقوله: {وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى} [طه: 69].
وقد قال الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- حين سئل عن ذلك: ثبت في سنن أبي داود أن النبي ﷺ قرأ في ماء في إناء وصبه على المريض، وبهذا يعلم أن التداوي بالقراءة في الماء وصبه على المريض ليس محذورا من جهة الشرع، إذا كانت القراءة سليمة.
وأخيرا: أحسني إلى الزوج ما أمكنك ذلك، ولا تضغطي عليه في مسألة البنت؛ لأن الضغط قد يولد زيادة في الكره والنفور، ولا تشعريه أنك تهتمين بالبنت أكثر منه؛ لأن هذا قد يدفع البعض إلى الغيرة المرضية، افعلي ذلك مع الدعاء لله أن يصرف عنكم كل شر، وإنا نسأل الله أن يصرف عنك ما ألم بك، إنه جواد كريم.
والله الموفق.