كيف أتعامل مع الكذابين والنمامين ومن يسيئون إليّ؟

0 19

السؤال

السلام عليكم

أود أن أضعكم في حالة أشعر بها، عندما أتشاجر مع شخص ما -خارج نطاق عائلتي-، أتخيل أنه يتعرض لموقف فيحتاجني فيه لكي أساعده، أو أحيانا أتخيل أني أتشاجر معه يدويا لكي أعاقبه، وقد يكون هذا الشجار الذي حدث بيننا لفظيا فأقطع علاقتي به.

لا أرغب بالتعامل مع الكذابين والنمامين، بعضهم يكون من الكبار بالعمر وشغلهم الشاغل الكذب والنميمة، والخوض في أعراض الناس، وصفات أكره أن أسمعها، فكيف أتعامل مع هؤلاء؟ وماذا تسمى هذه الحالة؟ وما العلاج منها؟ وما هي أسباب هذه الأفكار؟

وجزيتم عنا الخير كله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Islam حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك الصحة والعافية.

أولا: الحمد لله على تمسكك بالأخلاق الفاضلة المنبعثة من الهدي النبوي الشريف، كراهيتك لهذه الأفعال الذميمة التي حذر منها الشرع الحنيف يدل على جميل هذا الخلق العظيم.

ثانيا: بالنسبة للحالة التي ذكرتها والمتمثلة في الشعور بالانتقام ممن تتشاجر معهم من غير أفراد الأسرة؛ فهذا أمر جبلت عليه النفوس، وهو ناتج عن انفعال الغضب، فالإنسان بطبعه لا يقبل الهزيمة، ويحب أن يكون منتصرا دائما، فالعاقل والشديد كما وصفه النبي -صلى الله عليه وسلم- هو من يملك نفسه عند الغضب.

هناك عدة طرق لتفريغ هذه الشحنات الغضبية، فحتى لا ينتج ما لا تحمد عقباه فلا بد من كبح جماح هذه الشهوة الغضبية، فأحيانا يرتكب الشخص بسبب هذا الغضب أفعالا يندم عليها فيما بعد، والمؤمن عليه أن يكون صالحا لنفسه ومصلحا لغيره أو للآخرين، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.

كن -أيها الأخ الكريم- داعيا لهؤلاء الكذابين أو الذين وصفتهم بالكذب والنميمة، والذين يخوضون في أعراض الناس، قم بإرشادهم وتوجيههم بالتي هي أحسن، وذكرهم بمضار هذه الأفعال التي يمارسونها، ولا شك أن لك الأجر والثواب عند الله تعالى.

إذا انتابتك حالة الغضب حاول وقف ردة الفعل، أو قم بتأجيلها، ثم فكر في الخيارات المناسبة، ثم اختر الخيار الأنسب الذي تكون آثاره إيجابية، أو على الأقل تكون آثاره السلبية أخف، واستعذ بالله من الشيطان الرجيم، وتوضأ وصل ركعتين، فإن شحنة الغضب -بعون الله- ستتفرق، وتذكر دائما أن من عفا وأصلح فأجره على الله.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات