زوجي ينفق ماله على والديه ولا ينفق علينا!

0 4

السؤال

السلام عليكم.

زوجي مقتدر -والحمد لله-، وأنا لدي دخلي الخاص -ليس من زوجي-، ونحن نعيش في دولة أجنبية.

زوجي لا ينفق علي ولا على أولاده؛ بحجة أنه يستثمر ماله في بناء منزل في بلدنا، وهو يتكفل بنفقة الإيجار والكهرباء، أما نفقة المأكل والملبس -سواء لي أو للأطفال- فهي من دخلي الخاص.

وفي المقابل هو ينفق على والديه، على الرغم من أنهما ميسوران ماديا، وحياتهما عبارة عن رحلات وسفريات، وأمور غير ضرورية، مع علمي بأن الزوجة والأبناء لهم الأولوية في الإنفاق على الوالدين.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Maryam حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.

قد ذكرت -بارك الله فيك- أن الزوج يدفع الإيجار والكهرباء، ويترك بقية الأمور عليك من مأكل، ومشرب، وغير ذلك بحجة أنه يبني لكم جميعا بيتا، وقد رأينا أن الأمر لو كان مقتصرا على ذلك لما وجدت مشكلة قائمة، وكان يمكنك المساعدة ما دام الزوج منشغلا بالبناء، لكن ما أثار حفيظتك على الحقيقة هو أنه ينفق على أهله في أمور ترفيهية، وغير ضرورية، مع أنهم أصحاب مقدرة مادية.

ودعينا نؤكد هنا على أن النفقة واجبة على الزوج، حتى لو كانت الزوجة ثرية، بل شديدة الثراء، وأن الزوج ملزم بالنفقة عليها، وعلى أبنائه، كما أنه مطالب أن ينفق على آبائه إن كانوا فقراء لا مال لهم، ولا كسب يستغنون به عن غيرهم.

والحكم الشرعي قاض بأنه متى ما استطاع الجمع فإن النفقة عليهما واجبة، وأما إن لم يستطع فالواجب عليه أن يقدم نفقة زوجته وأولاده على غيرهم من أقاربه، ونحن هنا نتحدث عن الضرورات من مأكل، ومشرب، ومسكن بالمعروف.

أختنا الكريمة: من حقك المطالبة بحقك، والشرع معك، لكن الحكمة ضالة المؤمن، فإن رأيت أن المطالبة بذلك قد تفتح باب شر على البيت، أو قد يأخذها بحساسية قد تؤدي إلى نزاع، فإننا ننصحك بما يلي:

1- عدم الحديث عن نفقة أهله، والتغافل عما يفعله معهم.
2- الحديث معه عن وضع جدول معين لإتمام البناء.
3- إن كان الوقت مقبولا لديك فأجلي الحديث عن النفقة حتى الانتهاء، وبهذا لا يكون له حجة في عدم النفقة.
4- أما إن كان الوقت بعيدا، فتحدثي معه عن رغبتك في مشاركته معك في النفقة على البيت حتى إتمام البناء، وبعد ذلك -أي إتمام البناء- يتولى هو الأمر كاملا.
5- يمكنك كذلك إن وجدت أن الحكم الشرعي غائب عنه: فيمكنك الحديث مع خطيب الجمعة الذي تذهبون للصلاة معه أن يتحدث عن حكم الشرع في النفقة على الزوجة والأولاد، حتى لو كانت ميسورة.
6- احتسبي كل ريال ينفقه على أهله، واعلمي أن هذا المال المبذول في صلة الأرحام يدفع الله به من الشرور ما الله به عليم، احتسبي هذا عند الله، وثقي بأن الله سيعوضك في نفسك، وأهلك، وولدك.

نسأل الله أن يحفظك، وأن يرعاك، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات