السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
دورتي غير منتظمة أبدا، وأصبحت تنزل معها كتل سوداء.
قررت الذهاب لمكة لأداء فريضة العمرة، فشككت في أمر الطهارة، وبعدم جواز العمرة وأنا على هذه الحالة؛ فذهبت إلى عيادة نسائية وأعطتني إبرة لتوقف نزول الكتل السوداء والبنية، ووصفت لي حبوب منع الحمل؛ لضمان عدم نزول الدورة في فترة أداء العمرة.
وعند الانتهاء من أداء فريضة العمرة توقفت عن أخذ الحبوب، وبعد بضعة أيام نزلت علي الدورة بآلام شديدة غير معتادة في أسفل الظهر، في اليوم الأول والثاني كانت الآلام في أسفل البطن والظهر، مع نزول كتل أكبر من الكتل المعتادة، لونها أبيض مثل الشحم ملتصقة بكتلة دم، علما بأنني مطلقة منذ 3 سنوات.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Alpha حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مع اضطراب الدورة وعدم انتظامها تزيد سماكة بطانة الرحم، وتزيد فرص النزيف، وتنزل الدورة عندما تنزل في صورة كتل دم متخثرة لونها أسود، وقد يزيد غياب الدورة الشهرية عن 35 يوما إلى أكثر من شهرين؛ والسبب في ذلك هو ضعف التبويض، حيث يقل هرمون بروجيستيرون الذي يعيد بناء بطانة الرحم، وتعتمد الدورة في نزولها على هرمون استروجين الذي يغير من سماكة بطانة الرحم، ويؤدي إلى نزول دم الدورة متخثرا أسودا، وما صاحب كتل الدم المتخثر من لون أبيض مثل الشحم، هو إفرازات فطريات بيضاء اللون.
ومع تأجيل نزول الدورة بالحقن والهرمونات تزيد بطانة الرحم سماكة، ويزيد الألم والنزيف عند نزولها؛ وسبب ضعف التبويض في الغالب هو السمنة، وزيادة الوزن، وما يصاحب ذلك من تكيس المبايض، وعدم قدرتها على الخروج شهريا في موعدها.
وحل المشكلة الأساسي في إنقاص الوزن، وفي تناول حبوب الهرمونات -منع الحمل-؛ ليس لمنع الحمل، ولكن لإعادة بناء بطانة الرحم؛ حيث تحتوي الحبوب على هرمون استروجين، وعلى هرمون بروجيستيرون الذي يعيد بناء بطانة الرحم بشكل يشبه الهرمونات الطبيعية عند السيدات.
وبالرغم من عدم ذكر الوزن في الاستشارة إلا أن المنطق يقول: إن اضطراب الدورة عند شابة في العشرينات من العمر يرتبط أساسا بتكيس المبايض، والعلاج من خلال تناول حبوب منع الحمل ذات الهرمونين قرصا واحدا يوميا، لمدة 21 يوما، ثم التوقف لحين نزول الدورة، ثم تناول الشريط التالي، وذلك لمدة 6 أشهر، وهي الفترة المرجو فيها إنقاص الوزن، مع تناول حبوب جلوكوفاج 500 مج مرتين في اليوم لنفس المدة.
وإنقاص الوزن من خلال حمية الصيام المتقطع؛ ومعناه تناول وجبة العشاء في السابعة مساء، وتناول وجبة الإفطار في العاشرة أو الحادية عشرة صباح اليوم التالي؛ وبالتالي يمكن الصيام من 15 إلى 16 ساعة، ويسمح شرب الماء، والمشروبات الساخنة الخالية من السكر في تلك المدة الزمنية؛ وبالتالي سوف يضطر الجسم إلى الحصول على الطاقة من المخزون الدهني فيقل الوزن.
وهناك حمية البحر المتوسط في الوقت الباقي من النهار، التي تعتمد على البروتين الحيواني، والنباتي، والخضروات، مع تجنب المخبوزات، والامتناع عن السكر تماما، حتى الفواكه عالية السكر يجب الامتناع عنها، مثل: التمر، والعنب، والتين، والمانجو؛ مما يساعد الجسم على الحصول على الطاقة من المخزون الدهني، فيقل الوزن، وتنتظم الدورة الشهرية.
مع أهمية فحص صورة الدم، وفحص وظائف الغدة الدرقية، وفحص هرمون الحليب، وفحص مستوى فيتامين D، وفيتامين B12، وتناول العلاج حسب نتيجة التحليل.
وندعو الله لك بالصحة والعافية، والسلامة.