السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قبل الزواج، أخبرتنا أم العريس والعريس بأن العريس سيسكن في العاصمة، ولن يسكن في قرية بعيدة ونائية، بحكم عمله في العاصمة، وكون هذه القرية بعيدة عن مكان عملي.
بعد الزواج، أنكروا هذه الوعود، وأجبروني على العيش في القرية التي أعاني فيها الكثير بسبب بعدها عن الخدمات والمواصلات والمدارس.
بالإضافة إلى بعدي عن عملي، وزوجي يعمل في العاصمة بعيدا عن العائلة، وأصبح لدي أطفال يحتاجون إلى المدارس والمواصلات، ولا تتوفر هذه إلا بصعوبة بحكم هذه القرية النائية.
استمر زواجي على هذا الحال 11 سنة، هل أأثم إذا طالبت بتحقيق الوعود، أو طلبت الرجوع إلى أهلي حتى يحققوا وعودهم؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلمى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام، ونحيي حرصك على صيانة الأسرة، ونشكر لك صبرك على الظروف الصعبة بوجودك في القرية، ونسأل الله أن يبارك لكم في هذه الذرية.
لا شك أن مناقشة هذه الأمور بطريقة هادئة وعقلانية -كما يقال- لا إشكال فيها، ولكننا نعتقد أن وجود الأطفال يقتضي أن تدركوا أن الذي بينكم أكبر من الوقوف على مثل هذه الأمور رغم أهميتها، وبالتالي، فإن المطالبة بتحقيق الوعود أو إدارة هذا الحوار مع الزوج ومساعدته على إنجاز هذا الوعد، هذا أمر مطلوب ومشروع، لكننا لا نؤيد فكرة طلب الرجوع إلى الأهل حتى يحققوا وعودهم؛ لأن هذا قد يلحق الضرر بالأسرة، وقد يفهم منه عكس ما أردت، فكثيرا ما يفهم أهل الزوج عندما تطلب المرأة مثل هذا الطلب من زوجها، يفهمون أنها لا تحبهم، وأنها تريد أن تنفرد بولدهم، وأنها لا تراعي مصلحتهم، خاصة إذا كانوا هم في حاجة لوجوده، ولو لبعض الوقت معهم.
فهناك أمور نحتاج أن نقدرها وننظر إلى الموضوع نظرة شاملة، ونحن لا نريد اتخاذ إجراءات مثل الرجوع إلى الأهل ورفض العودة حتى يتحقق المطلوب.
لا نريد أن نصل إلى هذه المسألة، لكن لا مانع من مناقشة هذا الأمر، بل لا مانع من إدخال العقلاء لمناقشة هذا الأمر، ولكن بمنتهى الهدوء، وبطريقة نحافظ معها على تماسك العائلة، حتى يتحقق لنا ما نريد، فإذا لم يتحقق ما نريد، عند ذلك لابد أيضا من تقدير المصالح والمفاسد المترتبة على ترك المكان، وترك الأهل، وما هو رد الفعل المتوقعة، لأن القرار الصحيح هو القرار الذي يبنى على دراسة، والدراسة ينبغي أيضا أن ننظر فيها إلى عواقب الأمور ومآلاتها ونتائجها، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.