السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إخواني الكرام: أنا شاب أعزب، وفي الفترة الأخيرة رأيت من ابنة عمي حسن الخلق والدين، فأثار ذلك شيئا في قلبي، مما يدفعني لطلب يدها للزواج، لكن لم أستطع المبادرة بالأمر؛ لأني أجد صعوبة كبيرة في التكلم في هذا الأمر معها ومع عائلتها؛ بسبب الخجل من عمي؛ لأنه مثل الصديق المقرب، وبدافع الخوف أيضا من الرفض!
استخرت كثيرا ولم يذهب هذا الأمر عن ذهني وتفكيري، وكلما تذكرته زادت الوساوس والتصورات السلبية، فأرجو أن تعينوني وترشدوني إلى طريق أصلح به أمري وأعف به نفسي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أخي الفاضل- في استشارات إسلام ويب.
فقد أحسنت -أخي الكريم- في جعل الدين وحسن الخلق معيارا لاختيار زوجة المستقبل، فهذا هو هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي يقول: (تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولجمالها، ولحسبها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك).
وبما أنك راغب في هذه الفتاة، وأعجبك خلقها ودينها، فبادر إلى خطبتها، وليس شرطا أن تبادر إلى الخطبة بنفسك، يمكن أن ترسل إليهم والدك أو عمك، أو من تثق به.
وبنفس الوقت عليك أن تجتهد في البحث عن أسباب الرفض المحتملة، وإصلاحها قبل أن تتقدم لخطبة هذه الفتاة، كأن تجهز نفسك ماديا وغير ذلك، وهذه أسباب تجعل القبول أقرب -بإذن الله تعالى-.
ما نرشدك إليه لإعفاف نفسك ليس الانصراف عن فكرة الزواج بل العكس، فالأفضل أن تبادر إليه لتعف نفسك ما دام لديك الاستعداد النفسي والمادي، يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) متفق عليه.
وما دام أن الخجل والخوف هو السبب الوحيد الذي يصرفك عن المبادرة للخطبة؛ فهو ليس سببا قويا لتركها أو تأخيرها لما فيه من مصلحة كبيرة، لذلك عليك أن تبادر إلى هذا الأمر، وتجتهد في تحقيق باءة الزواج، والسعي في بناء أسرة.
أخيرا: لا تنس الدعاء والتضرع لله تعالى، والاجتهاد في طاعة الله تعالى، فإن ذلك من أسباب صلاح أمور الدنيا والأخرة.
أعانك الله ويسر أمرك.