تأخر زواجي وعراقيل كثيرة في حياتي.. أرشدوني

0 15

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا مصابة بضيق وحزن شديد، وأعاني من تعطيل في الزواج وفي العمل، وفي الدراسة، بالرغم من أني محافظة على الأذكار، والرقية، وسورة البقرة، والاستغفار، والصلاة الإبراهيمية.

لقد فسخت خطبتي لثلاث مرات بلا أي سبب! وتم الاستغناء عني في العمل لخمس مرات بلا أي سبب، ذهبت للعمرة وشربت ماء زمزم، وما زلت أعاني من كل هذا!

عندما يتقدم لي خاطب أشعر بضيق وخوف، وعندما يذهب أشعر بالقهر، العمر يمر ولا أدري كيف أتخلص مما أنا فيه، أصبح من يتقدم لي من المتزوجين أو كبار في السن، عمري يمر، وقد عملت بكل الأسباب، وأشغلت نفسي بالدراسة، ومع ذلك وجدت عراقيل في التعليم، تعبت! فهل من تشخيص لحالتي؟

أعلم أني مسحورة بسحر قديم، لكن كيف أتخلص منه؟ أنا وحيدة، والدي متوفى، وأمي كبيرة في السن، ولا أريد أن أعيش وحيدة بدون زوج أو أطفال يرعونني عند كبري وضعفي! ادعوا لي، فأنا أعيش بضيق، ولا أستطيع النوم، وجسدي متهالك.

عندما أرى خطباتي تنفسخ، ومن بسني قد تزوجن وأصبحن أمهات أتألم لحالي، أعرف أن هذا رزق وأقدار مكتوبة، لكن أليس من المؤلم أن تتعطل حياتي بسبب حقد أشخاص علي، وبسبب تميزي عنهن؟!

استمررت بالرقية من قبل عند رقاة ثقاة، وتخف الأعراض عني ثم تعود، والرقاة يحتاجون لكثرة المال والإنفاق للرقية، فكيف أفك ما أنا فيه من عراقيل؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يفرج كربك، وأن ييسر عسيرك، وأن يذلل لك الصعاب، وأن يلهمك طريق الصواب، وأن يرشدك إلى الحق، وأن يأخذ بناصيتك إليه. وأما بخصوص ما تفضلت به، فإنا نحب أن نجيبك من خلال ما يلي:

أولا: إننا نحمد الله إليك ما أنت فيه من نعم ظاهرة وباطنة، فقد أنعم الله عليك بالإسلام، وملايين غيرك لا يعرفون لهم دينا ولا ملة! وأنعم عليك بالعافية من سيء الأسقام، وآلاف غيرك وفي مثل عمرك يعانون أشد المعاناة من السرطان، أو من عضال الأمراض.

هذه إحداهن في مقتبل العشرين أصيبت بمرض نادر في الدم، يستوجب نقل الدم إليها كل أسبوع على الأقل مرة، ثم زادت مصيبتها بأن نقل إليها دم محمل بفيروس كبدي، والآن لا تتحرك، وكل أمانيها أن يمر عليها يوم بلا ألم، وأن تزور بيت الله الحرام.

لماذا نقول لك هذا -أختنا-؟!
لأن الشيطان دائما ما يضخم البلاء ويعظمه في الوقت الذي ينسي للعبد نعم الله عليه حتى يضيق صدره من حياته، وربما يدفعه ذلك إلى التسخط -عياذا بالله-، ولو علم نعم الله عليه جيدا، وأن بعض النعم التي هو فيها هي أماني وآمال آلاف غيره، لحمد الله تعالى وصبر.

أنعم الله عليك بالعلم، وأنعم عليك بالأهل، وأنعم عليك بالأمن، وأنعم عليك بنعم كثيرة أنت تعلمينها، فلله الحمد على ما أنعم، وله الشكر على ما رزق، وإليه يرجع الأمر كله.

ثانيا: اعلمي -أختنا الكريمة- أن البلاء قرين ومصاحب للمسلم في الحياة، وهو مقصود لذاته، قال تعالى: "ألم * أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم ۖ فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين"، والبلاء يتنوع من فرد إلى غيره، فهناك من ابتلي على صغر سنه بالسرطان، وهناك من ابتلي بالعمى، وهناك من ابتلي بداء لا يعرف له دواء، وهناك من ابتلي بفقد أهله وتشريد عائلته، والمؤمن في كل صابر محتسب مهما كان بلاؤه شديدا؛ لأنه يعلم أن هذه الدنيا عابرة، وأن هناك جنة عرضها السموات والأرض أبدية خالدة تنتظره.

ثالثا: ما حدث معك -أختنا- من رد الخطاب، أو إنهاء العمل، أو تعطيل الدراسة هي أمور تشترك فيها النساء، ونحن نعلم أن أختا خطبها أحد عشر شابا، ثم آل الأمر إلى الفشل، ثم خطبها شاب آخر فيسر الله أمرها، وعليه فذهاب الخطاب الثلاثة ليس بالأمر المقلق، كما أن إنهاء العمل، وتعطيل الدراسة ليس بالأمر المستغرب في ظل أوضاع اقتصادية تمر بالجميع، لا تخفى على ذي بصيرة.

رابعا: مسألة الجزم بأن هناك سحرا قائما، نحن لا نجزم به، ولا نريدك أن تكوني أسيرة تلك الفكرة، ولا نريدك بعد اليوم أن تذهبي إلى الرقاة، بل نطلب منك ما يلي:

1- الأخذ بالأسباب كلها في حياتك، في التعليم، في العمل، في الزواج، في كل حياتك، اربطي النتائج بالأسباب المنطقية، واجتهدي في بذل ما عليك.

2- استخدمي الرقية الشرعية، وحافظي عليها بنفسك، وهي موجودة -والحمد لله- في موقعنا كاملة، ويمكنك الاستماع إليها من القراء، وهم كثر على الشبكة العنكبوتية.

3- حافظي على الأذكار صباحا ومساء، وأذكار النوم.

4- اقرئي سورة البقرة كل ليلة، أو استمعي إليها، فهي حصن حصين.

5- اجتهدي في التعرف إلى أخوات صالحات، فإن المرء بإخوانه.

6- نريدك أن تقرئي كتابا مبسطا في العقيدة، واستمعي إلى شرحه، وخاصة باب القضاء والقدر.

7- أكثري من دعاء الله -عز وجل-، خاصة في أوقات الاستجابة ولا تتعجلي، واعلمي أن لله حكمة في كل شيء، وأن قضاء الله لا ينفك عن حكمته قط.

هذا هو الطريق، ونسأل الله أن يفرج عنك، وأن يرزقك الزوج الصالح التقي الذي يسعدك في الدنيا والآخرة، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات