تعبت من القولون وقلة النوم وآلام المفاصل.. ساعدوني

0 18

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أعاني منذ ٦ سنوات من صعوبة الدخول في النوم، أحيانا أحتاج ساعات، وأحيانا أياما للنوم، راجعت الطبيب العام وشخصني بالقولون العصبي، وهو مؤثر على النوم عندي.

أخذت الدواء لشهر ولم أستفد، وعملت الرقية الشرعية، إلى أن ذهبت للطبيب النفسي بعد انهياري من قلة النوم، فشخص مشكلتي بالاكتئاب ، وأعطاني المنومات، واستمررت عليها لسنتين، ومنذ ٣ شهور قطعتها تماما، وأصررت أن أتركها، لكن أصبحت لا أنام أكثر من ٥ ساعات، وأحيانا أجلس يومين بلا نوم.

القولون أتعبني، مغص، وانتفاخ، وضغط على الصدر، والقلب، والظهر، عضلاتي، ومفاصلي تؤلمني، عسر هضم، وإسهال في أغلب الأيام.

ملاحظة: أزلت المرارة سنة ٢٠١٨ بعد التهاب مزمن وحصوات.

شكرا جزيلا، وآسفة على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ولاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في استشارات إسلام ويب، وأسأل الله تعالى لك العافية والشفاء.

أيتها الفاضلة الكريمة: من خلال ما ورد في رسالتك المفصلة أستطيع أن أقول لك: في الأصل لديك درجة من القلق المعمم، وهذا القلق هو الذي أدى إلى اضطراب القولون العصبي، واسمه الدقيق حقيقة القولون العصابي، أي: الناتج من القلق، وطبعا القلق كثيرا ما يؤدي إلى اضطرابات في النوم.

فإذا ليس القولون هو الذي أدى إلى القلق، إنما القلق هو الذي أدى إلى تقلصات في عضلات القولون، وأدى إلى الأعراض التي تحسين بها.

عموما القلق هو طاقة نفسية وجدانية موجودة في حياتنا، القلق يحرك الدافعية عند الإنسان من أجل أن يقوم بالواجبات والمتطلبات الحياتية، لكن القلق إذا زاد عن معدله وأصبح محتقنا يؤدي إلى إشكالات كبيرة في حياة الناس.

لذا أنا أرى من المهم جدا أن تسعي لعلاج القلق النفسي الذي تعانين منه، وذلك من خلال:
أولا: التعبير عن الذات، أي ما نسميه بالتفريغ النفسي، لا تكتمي، خاصة الأشياء البسيطة التي لا ترضيك، عبري عن نفسك في حدود الذوق أولا بأول، فالتفريغ النفسي هنا يعتبر علاجا ناجعا وأساسيا.

ثانيا: قللي من تناول الشاي والقهوة وكل محتويات الكافيين.
ثالثا: عليك بتطبيق تمارين الاسترخاء، تمارين التنفس المتدرج، وتمارين شد العضلات وقبضها ثم استرخائها، مفيدة جدا، يمكن أن يدربك عليها أخصائي نفسي، أو يمكنك أن تستعيني بأحد البرامج الموجودة على اليوتيوب.

رابعا: ممارسة أي رياضة تناسب المرأة المسلمة أيضا مهمة جدا، رياضة المشي على وجه الخصوص ممتازة ومفيدة.

خامسا: تجنبي السهر، وقبل بدايات النوم طبعا لابد أن تكوني في مزاج إيجابي، لا تشغلي نفسك بصعوبات الحياة، اقرئي أذكار النوم بكل تمعن وتدبر، اقرئي سورة الملك، وتوضئي وصلي ركعتين خفيفتين، واختمي ليلك بالوتر.

بهذا كله -إن شاء الله تعالى- سوف تجدين أن نومك قد أصبح نوما صحيا، هذه هي العلاجات التأهيلية السلوكية التي تخص علاج القلق، نراها مهمة جدا.

إعطاء المنومات أمر سهل، لكنه ليس مرغوبا فيه، لكن هنالك أدوية تقلل من مستوى القلق، وفي ذات الوقت تحسن النوم، وأنا أنصحك بتناول أحدها، من أفضل هذه الأدوية العقار الذي يسمى (ترازودون) يمكنك أن تبدئي في تناوله بجرعة خمسين مليجراما ليلا لمدة أسبوعين، ثم اجعلي الجرعة مائة مليجرام ليلا، واستمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضيها إلى خمسين مليجراما ليلا لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم اجعليها خمسين مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناوله.

الترازودون دواء ممتاز جدا، لا يسبب الإدمان، ولا يضر بالهرمونات النسائية، كما أنه لا يؤدي إلى زيادة في الوزن.

هناك عقار (دوجماتيل)، والذي يسمى (سولبيريد) أيضا من الأدوية الممتازة جدا لعلاج اضطرابات القولون العصابي، لكن لا نفضل استعماله لفترة طويلة، أو بجرعة كبيرة في النساء؛ لأنه قد يؤدي إلى ارتفاع في هرمون الحليب، الشيء الذي قد ينتج عنه اضطراب في الدورة الشهرية عند المرأة.

لكن ليس هناك ما يمنع من استعماله بجرعة صغيرة، وهي خمسون مليجراما يوميا، في الصباح، لمدة شهر مثلا، ثم تتوقفي عن تناوله، سوف يكون دافعا ممتازا لفعالية الترازودون، وفي ذات الوقت لن يحدث منه أي أثر جانبي.

هذه هي الإرشادات العامة التي أود أن أوجهها لك، وأحسني إدارة وقتك، ولابد أن تكون لك برامج يومية لإدارة الوقت كما ننصح دائما؛ لأن هذا أحد أسباب النجاح الكبيرة في الحياة، من يدير وقته بصورة صحيحة ينجح في حياته -إن شاء الله تعالى-.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات