حائر بين إرضاء أمي وظلم زوجتي، فماذا أفعل؟

0 10

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أمي تسكن معي في المنزل، وفي الفترة الأخيرة بدأت باختلاق المشاكل مع زوجتي، ولدي 3 أطفال، علما أني حريص على برها، وهذا واجبي وليس فضلا مني، لم أصدق زوجتي في البداية، ثم تأكدت بسمعي ونظري من كلامها.

جلست مع والدتي وحاولت الصلح، وأتيت بأحاديث كثيرة، ومن باب أن الله عز وجل حرم الظلم على نفسه، ومن الأولى أن لا نظلم بنت الناس -زوجتي-، ولكن المشاكل تزداد، وأنا في حيرة من أمري، حائر بين إرضاء أمي وظلم زوجتي، علما بأن والدتي طلبت مني متطلبات في الفترة الأخيرة، ونفذتها كلها، وما زالت تقول: إني لم أنفذ متطلباتها.

أرجو تزويدي بالحل الشرعي، ونصحي بكيفية التعامل في هذا الموقف، لأني لا أريد الانفصال وتدمير أسرتي لإرضاء أمي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أخانا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يعينك على مواصلة الخير ببر الوالدة، والإحسان إلى الزوجة؛ فالشرع الذي أمرك ببر الوالدة، هو الشرع الذي نهاك عن ظلم الزوجة والتقصير في حقها، نسأل الله أن يعينك على إقامة هذا التوازن، ونسأل الله أن يلهم أهل البيت جميعا الصواب والسداد.

لا شك أن حق الوالدة عظيم، ولكن ليس من حقها ظلم الآخرين لأجلها، بل إن الإنسان في مثل هذه الأمور ينبغي أن يراعي ما بين النساء من الغيرة، ولذلك تكلم شيخ الإسلام ابن تيمية على أن الوالدة لا تطاع في مثل هذه الأمور؛ لأن الغيرة هي التي تؤثر، وأحيانا هي التي تختار الزوجة ثم بعد ذلك تأتي لترفضها.

ولذلك ينبغي أن تواصل الإحسان للوالدة، وإكرامها، وتشجع زوجتك على أن تحترمها، وتصبر عليها، وتعتبرها في مقام الوالدة، وفي المقابل أنت تقدر الزوجة، ومن المهم أن تصل منها رسائل دعم معنوي لها، بأن قيمتها ترتفع عندما تصبر على الوالدة، لاعتبارها كبيرة في السن، هذا المعنى من المعاني المهمة.

كذلك أيضا نتمنى ألا تظهر حفاوتك بالزوجة في حضور الأم، لأن ذلك يؤثر على الوالدة، وكثيرا ما تحدث الغيرة بين الزوجة وبين الوالدة؛ لأن من الزوجات من تقصر في حق أم زوجها، ومن الزوجات من هي قائمة بما عليها، لكن الوالدة تشعر بأنها أتت لتقاسمها في حب ولدها وفي جيبه وماله، وبالتالي الحكمة من الزوج ومن زوجته تجاه الوالدة (والدة الزوج) من الأمور المهمة، وعلينا أن نجعل الكبير في مقامه، ونحترم الكبير ونصبر عليه.

ومن المهم أن تعرف زوجتك أن الوالدة صاحبة فضل عظيم، وأنها في مقام والدتها، ولذلك ينبغي أن تعاملها بالحسنى، وتصبر عليها، وتحسن إليها، وتعلم أنه كما تدين تدان، فإن أحسنت وجدت الحسنى منها ومن زوجات أبنائها، وإن أساءت فعليها.

وأنت في المقابل تقدر لزوجتك كل ذلك وتكرمها ولا تقصر في حقها، أما ظلمها فلا يجوز إذا كان هذا السبب المذكور، الموازنة هي المطلوبة، وحاول دائما أن تبعد فرص الاحتكاك، أسباب المشاكل التي تحدث، ينبغي أن تتجنب حدوث هذه الأسباب، ونسأل الله أن يؤلف القلوب، وأن يغفر الزلات والذنوب.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات