السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا: عند الصلاة أشعر بالوجع في جميع أجزاء جسدي، ولا أستطيع السجود والركوع، وأجبر نفسي على الصلاة حتى لا أتكاسل أو أتركها، والصلاة أصليها وأنا جالسة على كرسي، وعند الانتهاء لا أشعر بشيء، وأكمل أعمالي.
ثانيا: كثرة التثاؤب تلازمني عند الصلاة فقط، وبعد الانتهاء من الصلاة تختفي.
ثالثا: لدي مشاكل واضطرابات في حياتي الزوجية بدون سبب، ومستوى أولادي الدراسي جيد، وأحيانا يكرهون كل شيء، علما بأنهم في مدارس أزهرية، حتى أنهم لا يريدون الذهاب لحفظ القرآن، وابني في الصف الثالث ولا يصلي إلا حينما أكون معه، ولو انشغلت فإنه لا يصلي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Basma حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -أختنا الفاضلة- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال، والذي عرض أربعة أمور:
الأمر الأول: وجع الجسد عند السجود والركوع، مما يضطرك للصلاة على الكرسي، لا أدري سبب هذه الآلام وهذه الأوجاع، وخاصة أنك في هذا العمر من الشباب، وهنا أنصحك بأن تراجعي طبيبتك -الطبيبة العامة-؛ لعلها تجري بعض الفحوصات؛ لتكتشف السر أو سبب هذه الأوجاع الجسدية.
الأمر الثاني: تثاؤبك في الصلاة، بينما تقولين إنك لا تشعرين بالتثاؤب خارج الصلاة، لا أدري ما سبب هذا، ولكن -اسمحي لي- أحيانا يتثاءب الإنسان عندما يشعر بشيء من الملل، فيفيد هنا أن تقبلي على الصلاة بهمة ونشاط بعد وضوء مناسب، وحاولي أن تغيري الآيات التي تقرئينها، فلعل هذا يدخل شيئا من الشغف والحماس -إن صحت التسمية- أثناء أداء الصلاة، تقبل الله منا ومنك.
الأمر الثالث: تذكرين أن هناك مشاكل زوجية دون سبب واضح، نعم، غالبا هناك أسباب ولكنها غير واضحة، وفي كثير من العلاقات الزوجية يمكن أن يكون هناك خلاف أو بعض الصعوبات -سواء كانت مادية أو معنوية-، فتحدثي مع زوجك في هذا؛ لعلكما تصلان إلى طريقة لتجنب مثل هذه المشكلات أو الصعوبات.
الأمر الرابع والأخير: قضية الأولاد، أحيانا عدم إقبالهم على الدراسة بهمة ونشاط، بينما في أحيان أخرى يكونون بشكل جيد.
أختي الفاضلة: هذا أمر طبيعي؛ كل الأطفال في حياتهم الدراسية، بل الإنسان عموما -كل الناس- تتراوح همتهم بين الصعود والهبوط، حاولي أن تسددي وتقاربي، وحاولي أن تعززي عندهم السلوك الإيجابي، وتمدحيهم على جهدهم في الدراسة، مع تجنب الأوقات التي يكون حماسهم فيها أقل.
أما بالنسبة لترددهم أو تكاسلهم في حفظ القرآن، فعلينا كآباء وأمهات أن نشجع الأطفال ببعض المحفزات، كبعض كلمات الشكر، وربما حتى المكافأة المادية يمكن أن تساعد.
أخيرا: طفلك الذي هو في الصف الثالث ويحاول أن يتجنب الصلاة، أنصحك بأن تنوعي في أساليب الأمر بالصلاة، ويمكن أن تذكري له محبة الله تعالى له عندما يصلي، وعندما يكون عنده شيء من التكاسل، فحاولي أن تمدحي الأولاد المصلين من إخوته، أو من أقاربكم وجيرانكم، فهذا قد يدفع في نفسه الحماس للصلاة. وهنا أود أن أطرح سؤالا: هل والده يصلي؟ الأصل أن والده يصلي، وبالتالي يحاول أن يقتدي ويقلد والده، فهو ما زال طفلا صغيرا، والتعلم بالاقتداء في هذا السن، أسرع من التعلم بالأوامر.
أسأل الله تعالى أن يشرح صدرك، ويكتب لك تمام الصحة والعافية، وينعم على هذه الأسرة بالخير والبركة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة: د. مأمون مبيض .. استشاري الطب النفسي.
وتليها إجابة: د. أحمد المحمدي .. المستشار التربوي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يعافيك، وأن يصلح أولادك، وبعد.
نرجو منك أخذ كلام الدكتور مأمون على الجد، فهو كلام منطقي، والتغافل عنه خطأ، ولكنا مع ذلك ننصحك أيضا بعدة أمور:
1- زيادة اليقين بالله، مع الإيمان بالقضاء والقدر بأن ما أنت فيه هو لون من ألوان الابتلاء، يؤجر عليه صاحبه عند الصبر عليه، والمسلم الحق يكون مستوثقا بالله، مستبشرا بما أصابه، ذاكرا في كل أحواله، قال الله تعالى: {ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير}، إنه يؤمن بأن كل شيء عند الله مكتوب ومسطور قبل أن يخلق الله السموات والأرض، فقد روى مسلم في صحيحه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "أول ما خلق الله القلم قال له: اكتب، فكتب مقادير كل شيء قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء"، وما دام القدر مكتوبا فلم الفزع والقلق؟ خاصة وقد علمنا -أختنا- أن العبد لا يمكنه أن يعرف الخير من الشر، فقد يطلب الشر ولا يدري، وقد يرفض الخير دون أن يعلم، وهذا بعض قوله تعالى: {وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم}.
2- العين حق، والسحر والحسد حق، وعلاجهم ميسور بأمر الله، لذا نريد منك التحصن بذكر الله تعالى في كل وقت، خاصة أذكار الصباح والمساء، مع ضرورة ذكر الله عند النوم وأثناء النوم: عن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من تعار من الليل -أي استيقظ من نومه- فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، الحمد لله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله. ثم قال: اللهم اغفر لي أو دعا استجيب له".
وقد سأل الوليد بن الوليد رسول الله قائلا: يا رسول الله إني أجد وحشة ؟ فقال: "إذا أخذت مضجعك فقل: أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون".
فإن قال قائل: لا أحفظها، فليستغن عنها بالمعوذتين: ((فما تعوذ متعوذ بمثلها قط))، ففي سورة الفلق: (قل أعوذ برب الفلق * من شر ما خلق) استعاذ بصورة عامة، ثم استعاذ من الليل وما فيه من الطوارق والمفاجآت الخطيرة: (ومن شر غاسق إذا وقب)، ثم استعاذ من السحرة والساحرات: (ومن شر النفاثات في العقد)، ثم من الحاسد وعين الكائد: (ومن شر حاسد إذا حسد).
3- قراءة سورة البقرة كاملة كل يوم في البيت، ويستحب أن تقرئيها بنفسك، فإن عجزت فعلى الأقل اسمعيها في البيت، عن طريق المسجل أو ما شابهه.
4- المحافظة على الرقية الشرعية، وهي موجودة كاملة على موقعنا.
5- الأخذ بكل الأسباب المادية سواء للعلاج -عافاك الله-، أو حياتك العامة أو دراسة أولادك، ولا تتوقفي عند أي عارض، فأنت في حصن متى ما حافظت يوميا على أذكارك.
وأخيرا: توكلي على الله، واتركي كل شيء يوقفك، أو يثبط عزيمتك، أو يشعرك بالفشل، توكلي على الله، واعلمي أن الأمة لو اجتمعت على أن يضروك بشيء لم يكتبه الله عليك، فلن يقدروا، فاعتصمي بالله تسعدي.
وبالنسبة لموضوع الصلاة وكيفية تربية الأبناء عليها، راجعي هذه الروابط: (2102368 - 54826 - 416701).
نسأل الله أن يحفظك، وأن يرعاك، وأن يعافيك، والله الموفق.