أمي تضع كل مسؤوليات البيت على عاتقي وأنا لا أستطيع، فما العمل؟

0 10

السؤال

أنا فتاة أبلغ من العمر 14 عاما، أمي تضع مسؤولية البيت كله علي، عدا الطبخ، وهذا الشيء ليس في وسعي، فأنا أعاني من ضعف الأعصاب، وفقر الدم، ولا أعرف كيف أتعامل مع الوضع، وضغوطات شغل البيت، وأمي كبيرة في السن (52 عاما)، ولا أعرف كيف أتعامل معها!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ P حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا شك أنك تقومين بعمل عظيم، ولكنك تمرين بتحديات صعبة، خاصة في هذا العمر. ما تواجهينه من ضغوطات في إدارة البيت والاعتناء بالمهام المنزلية، مع تأثير ضعف الأعصاب وفقر الدم، يمكن أن يكون مرهقا للغاية، من المهم أن تفكري في كيفية التعامل مع هذه التحديات بطريقة تحفظ صحتك النفسية والجسدية، وتحافظ على علاقتك بأمك.

خطوات ممكنة للتعامل مع الوضع:
- حاولي أن تتحدثي مع أمك بلطف وصدق حول ما تشعرين به، واختاري وقتا تكون فيه هادئة ومستعدة للاستماع، اشرحي لها أنك تواجهين صعوبة في تحمل هذه المسؤوليات بسبب حالتك الصحية، وأنك تحتاجين إلى دعمها في توزيع المهام، أو تنظيمها بطريقة تخفف الضغط عليك.

- ربما يمكنكما الاتفاق على تقسيم المهام بشكل يناسبكما معا.

- يمكنك تحمل بعض المهام الأسهل والأقل إجهادا، بينما تقوم والدتك بما يناسبها من المهام الأخرى، هذا قد يخفف عنك الضغط اليومي.

- إذا كان هناك أفراد آخرون في الأسرة، مثل إخوة، أو أقارب، فقد يكون من المفيد طلب مساعدتهم في بعض الأعمال المنزلية، يمكن أن يكون هذا مؤقتا حتى تتحسن حالتك الصحية.

- من المهم جدا أن تولي اهتماما لصحتك، حاولي الحصول على تغذية مناسبة تساعد في تحسين حالتك، والالتزام بتعليمات الطبيب بشأن فقر الدم.

- ضعي لنفسك جدولا يوازن بين الواجبات المنزلية والدراسة والراحة، هذا سيساعدك في تجنب الإرهاق ويعطيك وقتا للعناية بنفسك.

- تذكري أن ديننا يحث على بر الوالدين، وأنت تقومين بعمل عظيم من خلال مساعدتك لأمك، قال تعالى: (وقضىٰ ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا) (الإسراء: 23).

- يجب أن تتذكري أن الإسلام أيضا يشجع على الاعتناء بالنفس والاهتمام بصحتك، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن لنفسك عليك حقا" (رواه البخاري).

- قومي بتقسيم الأعمال المنزلية إلى مهام صغيرة موزعة على مدار اليوم، أو الأسبوع، حاولي أداء المهام في أوقات تشعرين فيها بالنشاط والطاقة.

- خصصي وقتا للراحة بين المهام المختلفة، حتى لا تشعري بالإرهاق.

- لا تترددي في طلب المساعدة من أفراد العائلة، قد يكون هناك أشخاص مستعدون لمساعدتك إذا علموا بحاجتك لذلك.

- احرصي على الحصول على قسط كاف من النوم والراحة، فالنوم الجيد يساعد على تحسين حالتك الصحية والنفسية.

- عندما تشعرين بالتوتر، جربي ممارسة التنفس العميق والبطيء، هذا يساعد على تهدئة الأعصاب والتخفيف من الضغط.

- أكثري من الاستغفار، ومن ذكر الله (ألا بذكر الله تطمئن القلوب).

- واظبي على الصلاة، والدعاء، بالتوجه لله -سبحانه وتعالى- وطلب العون والسداد منه، وكذلك المحافظة على ورد من القرآن (مقدار يومي مخصص).

- احرصي على تخصيص وقت لممارسة الأنشطة التي تحبينها، سواء كانت قراءة، رسما، أو أي هواية أخرى. هذا يساعد على تجديد طاقتك النفسية.

- أحيانا قد لا نستطيع تغيير بعض الظروف، لكن تقبلها والتكيف معها بشكل مرن، يمكن أن يقلل من شعورك بالتوتر.

اتباع هذه النصائح يمكن أن يساعدك في التعامل مع الضغوطات اليومية، والتخفيف من الأعباء النفسية والجسدية التي تواجهينها، تذكري أن العناية بنفسك ليست أنانية، بل هي ضرورية لكي تكوني قادرة على تقديم المساعدة للآخرين بشكل أفضل، ولكن مع الحرص على التلطف مع الوالدة، واحتساب الأجر والثواب من الله تعالى.

وفقك الله.

مواد ذات صلة

الاستشارات