أعراض نفسية وجسدية متعددة تدفعني للانتحار!

0 61

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني منذ 6 سنوات من بعض الأعراض النفسية والجسدية، وهي:
1- تسارع نبضات القلب.
2- ضيق التنفس.
3- الشعور بغصة في الحلق.
4- رجفة اليد.
5- رجفة الصوت والتلعثم.
6- آلام الرأس وتكون على شكل ومضات.
7- الدوخة وعدم الاتزان.
8- تساقط الشعر.
9- مشاكل العين: غباش، زغللة، وهالات حول الأشياء.
10- رهاب اجتماعي.
11- قلق وتوتر ونسيان.
12- فقدان التركيز.
13- ضعف الثقة بالنفس وفقدان الشغف، وغير مهتم بأي شيء.
14- آلام مزعجة في الصدر تمتد إلى الفك والذراع.
15- صك على الأسنان.
16- حب العزلة.
17- صعوبة عند فعل أي شيء.
18- العصبية بسبب أبسط الأشياء.
19- لا يوجد لدي طاقة وأتعب دائما.
20- آلام العضلات.
21- نتف الشعر.
22- وجود وساوس الخوف من الموت، والأفكار السلبية.
23- صعوبة الاستيقاظ من النوم.
24- صعوبة التفكير واتخاذ القرار، وليس لدي طاقة للعمل، وأفكر بترك العمل دائما.
25- شخص غير منتج ولدي أفكار انتحارية.

ذهبت إلى الطبيب النفسي، وقلت له: لا أريد العلاج الدوائي، فقال: عليك بالرياضة وتمارين الاسترخاء، وعندما وصفت له أعراضي الجسدية قال: لا بد من تناول دواء سوليكس 60 ملغ، وأنا أعاني من وساوس الأدوية، وأخاف منها؛ بسبب تجاربي السابقة.

سؤالي: هل الالتزام بالرياضة وتمارين الاسترخاء يعتبر علاجا كافيا، حتى لو احتاج الموضوع لوقت أطول؟ وفي حال تناولت الدواء، هل الدواء يسبب brain zaps؟ وهل يسبب ضعف القدرة الجنسية وزيادة الوزن؟

أنا بطبيعتي أقرأ كثيرا عن الأدوية، وأسمع تجارب الناس، ومن خلال تجربتي أشعر بأنه لا حاجة للدواء، لكني تعبت، ومن خلال استشاراتي السابقة يمكنكم الاطلاع على ملفي الطبي، قرأت عن الدواء أنه يسبب ارتفاعا في ضغط الدم، ويؤثر على الكلى، وليس لدي سوى كلية واحدة، أعلم أني أتعبتكم معي، لكن الله يعلم بالحال.

طرحت لكم الأعراض التي أشعر بها، وذهبت إلى الطبيب ووصف لي دواء: سوليكس 60 ملغ، لكن الشيء المهم أني قبل شهرين ذهبت إلى طبيب آخر، ووصف لي دواء سولتوك 50 ملغ، من عائلة سيترالين، وأنا في حيرة من أمري، ما هو الدواء الأنسب لحالتي؟ وما هي الفترة المناسبة لتناوله؟ لأن الطبيب قال: أقل فترة سنة، وأنا أراها طويلة، خصوصا وأني أتناول العديد من الأدوية لسنوات طويلة ذكرتها لكم.

حاليا توقفت عن الأدوية منذ سنوات، وبعد ذهابي للأطباء قالوا لي: يجب عليك تناول الأدوية، وأنا أريد البدء؛ لأني والله تعبت، وأفكر في الانتحار، لكني -الحمد لله- مسلم، وأعلم أن قتل النفس محرم، وأنا بالأصل لدي وساوس ومخاوف من الموت، فلم أقدم على هذه الخطوة، لكن أخبركم بها.

أريد علاجا آمنا وليس له أعراض جانبية مزعجة، وحتى عند التوقف عن العلاج أريد أن تكون الأعراض خفيفة وغير مزعجة، خصوصا ال brain zaps.

بارك الله فيكم، وجعلة في ميزان حسناتكم، ووفقكم الله للخير، وكونوا متأكدين أنكم سبيلنا الوحيد في ظل هذه الظروف، وسوف أشهد لكم عند الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ راشد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في إسلام ويب، وشكرا على رسالتك واستشارتك التي اطلعت عليها اليوم، والتي ذكرت فيها الكثير من الأعراض المرتبطة باضطراب القلق، وذكرت أنك قابلت طبيبا نفسيا وعرضت نفسك عليه، وهو أمر إيجابي وممتاز، ومهم جدا؛ لأنك عانيت هذه الأعراض لفترة طويلة، وتم تشخيص الأعراض على أنها اضطراب قلق شديد، وربما أحيانا تتداخل اضطرابات القلق مع اضطرابات الاكتئاب، حيث تتداخل الأعراض، كما تتداخل مسألة ردود الفعل من الأعراض المختلفة، حيث يبدأ الإنسان بالإحساس بعدم القدرة على القيام بواجباته، وبالتالي تأتي بعض الأفكار السلبية مثل الأفكار الانتحارية.

عموما: من الواضح جدا في مثل حالتك -والفترة الطويلة التي ظللت تعاني فيها- أنه لا بد لك من الدخول في مرحلة جديدة من العلاج للتحكم في هذه الأعراض، أو التحكم في اضطرابات القلق بشكل كامل، وللتخلص من هذا القلق: يحتاج الأمر إلى إعداد خطة علاجية تشتمل على: العلاج الدوائي، العلاج النفسي، وكذلك العلاجات الأخرى التي ذكرتها، منها: العلاجات الفيزيائية مثل: الرياضة، وتمارين الاسترخاء، وما يصاحب ذلك أيضا؛ كالالتزام ببعض الأنشطة اليومية التي تساعد على تقليل القلق، والتي سنذكرها لاحقا.

عموما: العلاج عادة يبدأ بخطة علاجية دوائية، وهناك أدوية كثيرة يمكن استخدامها لاضطراب القلق، وأنت ذكرت أن الطبيب أشار عليك باستخدام دواء (Solix-سوليكس) 60 ملغ، وهو يسمى (Duloxetine-دولوكستين) 60 ملغ، وهذه الجرعة يتم استخدامها عادة لهذا الدواء؛ للتحكم في أعراض القلق.

هذا الدواء من الأدوية المعروفة، وأجريت عليه الكثير من البحوث العلمية، فلا يوجد أي دواء من أدوية القلق وأدوية الاكتئاب -التي تستخدم أيضا في التحكم في نوبات القلق- إلا وله أعراض جانبية، فهو مثله مثل الأدوية الأخرى، له بعض الأعراض الجانبية، ولكن يستخدم هذا الدواء وغيره في التحكم في هذه الأعراض الشديدة.

ولذلك نصيحتي هي: إذا كنت تستخدم أي واحد من الأدوية -سواء كان دواء السوليكس الذي ذكرته أو أي دواء آخر-، ففي البداية لا بد من استشارة الطبيب، ثم أخذ العلاج بجرعات قليلة، ومن ثم زيادتها بشكل تدريجي، حتى يتم مراقبة حدوث أي أعراض جانبية.

سؤالك عما إذا كان دواء السوليكس -أو الدولكستين كما ذكرنا في الاستشارة-، يسبب ضعفا في القدرة الجنسية؟
هو قد يؤثر على القدرة الجنسية في البداية، ولكنه يزول مع زوال أعراض القلق.

وهل يزيد الوزن؟
قد لا يزيد الوزن بشكل مباشر، ولكن إذا تحسنت الحالة النفسية وبدأ الإنسان في تناول الوجبات بانتظام، وتناول الطعام بشكل جيد ربما يزداد وزنه، والزيادة ليست نتيجة مباشرة لاستخدام الدواء.

ما سألته عما يسمى بـ (brain zaps) في رسالتك:
أنا لم أعرف ما هذا، ولا أدري ماذا تعني بهذه الكلمة، واسمح لي أن تراجع فيها الطبيب إذا كان لديك أي شك فيها، فلا أدري ما المقصود منها.

عموما: القراءة الكثيرة عن الأدوية النفسية وتجارب الآخرين هي جزء من حالتك النفسية، التي هي حالة القلق الشديدة، والتي تجعلك قلقا حتى من كل الأشياء التي يمكن أن تكون مساعدة أو معالجة لك.

إذا كنت ستواصل في موضوع استخدام الأدوية، فهذا واحد من التدخلات المهمة، ولكن لا بد معه من العلاج النفسي، فهناك أنواع من العلاجات النفسية التي يمكن أن تساعد كثيرا في التحكم في نوبات القلق، منها: العلاج النفسي الفكري السلوكي، والذي يسمى (Cognitive Behavioral Therapy)، واختصاره (CBT)، وهو من التدخلات المعروفة، ويمكن أن تجده أيضا من خلال السيكولوجيين العاملين في المراكز المختلفة في الأردن، أو إذا لم تجده هناك فيمكن أن تقوم بعمل هذا العلاج -أو التدخل العلاجي- من خلال شبكة الإنترنت، هناك مواقع كثيرة تتيح استخدام هذا العلاج من خلال الإنترنت دون أي مبالغ مالية.

عموما: أرجو أن يكون في هذه الاستشارة فرصة لك لتبدأ بشكل إيجابي في معالجة اضطرابك الذي أصبح مزمنا في مثل حالتك، والعلاج أصبح مهما جدا.

أيضا اطلعت على سؤالك الذي أضفته لاستشارتك السابقة، والذي يتعلق بالأدوية، وخاصة ما وصفه الطبيب لك الآن، وهو دواء: سوليكس 60، أو Duloxetine 60mg، وهو من أدوية مضادات القلق والاكتئاب، وهو دواء جيد، ولكنه مثل كل الأدوية، له أيضا أعراض جانبية.

في مثل حالتك يجب التركيز على الأثر العلاجي للأدوية، فهو المهم، بدلا عن التركيز في الأعراض الجانبية، لأن المهم هو الجرعات العلاجية، ويمكن ضبطها لتقليل الآثار الجانبية، والتحكم فيها، والإيجابيات دائما أعلى من السلبيات في هذه العلاجات، وأرجو منك محاولة التوقف عن التفكير السلبي في كيفية التخلص من آثار العلاج بعد انتهاء مدته؛ لأن هذا في حد ذاته ناتج عن اضطراب القلق عندك.

فترة العلاج يحددها الطبيب حسب الاستجابة، قد تستمر لفترات طويلة، ولكن أيضا لا توجد صعوبة في التخلص من هذه الأدوية إذا تم الشفاء، وتحت رعاية الطبيب، ويمكن التوقف التدريجي مع أخذ الاحتياطات اللازمة.

أرجو أن يكون هذا الرد كافيا ليقنعك بضرورة علاج حالتك النفسية، وعدم التأخر؛ لأن تأخير العلاج يؤدي إلى صعوبة الاستجابة السريعة.

وفقك الله وشفاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات