القلق من التنبؤ بالمستقبل وتأثيره على حياتي الشخصية..

0 4

السؤال

كنت معجبة بشخص، وكان هو أيضا معجبا بي، كانت الأمور تسير بشكل جيد، وكان من المتوقع أن يتقدم لي خلال الفترة القادمة، لكن والدتي كانت تعرف سيدة تدعي أنها عالمة بالأمور، وتقول إن شيخها من أولياء الله، وأنه يستطيع معرفة المستقبل، وقد أخبرت والدتي بمعلومات عن حياتنا لم يعرفها أحد غيرنا، وقالت إن هذا الشخص -الذي أنا معجبة به، والذي لم ألاحظ منه أي تصرفات سيئة-، لن يكون من نصيبي ولن يتزوجني!

منذ ذلك الحين، وأنا في حالة اكتئاب، هل هناك فعلا أشخاص يدعون بالأولياء، ويستطيعون معرفة المستقبل؟ وهل ما قالته هذه السيدة يمكن أن يكون صحيحا؟ حالتي النفسية سيئة جدا؛ لأنني أخشى أن يكون ما قالته صحيحا، وأشعر أنني أظلم هذا الشخص، وفي نفس الوقت دخل شك في قلبي من كلامها!

لا أعرف ماذا أفعل! أرجو منك أن تطمئنني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بسمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك ابنتنا العزيزة في استشارات إسلام ويب.

أولا: نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرزقك الزوج الصالح الذي تقر به عينك، وتسكن إليه نفسك.

ثانيا: نحب أن نطمئنك -ابنتنا الكريمة-، ونزيح عنك كل هذا القلق والاكتئاب الذي تعيشينه بسبب خبر هذه المرأة، طمأنتنا لك معتمدة على كلام الله تعالى، وكلام رسوله -صلى الله عليه وسلم-.

الله أخبرنا في كتابه أنه لا يعلم الغيب أحد إلا الله، فقال سبحانه وتعالى: (قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله)، ولا يجوز أبدا لأحد أن يصدق إنسانا يخبره بأنه يعلم الغيب، ومن صدقه فقد كفر؛ لأن تصديقه يعني تكذيب القرآن.

كما أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- حذرنا من الذهاب إلى الكهان، والكاهن هو الذي يدعي معرفة الأمور الغيبية، فمن صدقه فقد كفر بما أنزل على محمد، هكذا قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فإذا تعلمين من ذلك بأن هذه المرأة كاذبة فيما تدعيه وتقوله.

وأولياء الله سبحانه وتعالى هم أكثر الناس خوفا من الله تعالى، ووقوفا عند حدوده، وأولاهم بتعظيم الله تعالى وتوحيده، ولا يدعون أبدا ما لا يجوز لهم، فأولياء الله حقا هم المتقون، أما ما عداهم، فإذا لم يكن متقيا، فليس من الولاية إلا بقدر ما فيه من التقوى.

فأزيحي عن نفسك كل هذا الهم والغم، واعلمي أن الغيب عند الله تعالى، وأحسني ظنك بالله، وعلقي قلبك به، واسأليه سبحانه وتعالى أن يقدر لك الخير، وأن يختار لك ما فيه خيرك وفلاحك ونجاحك؛ لأنك قد تحرصين على الشيء، والله تعالى يعلم أن الخير في غيره، كما قال سبحانه وتعالى: (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم، وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم، والله يعلم وأنتم لا تعلمون).

فأكثري من سؤال الله تعالى أن يقدر لك الخير، وأن يرزقك الزوج الصالح، فإذا كان هذا الرجل صالحا لك، فسييسره الله تعالى لك، وإذا صرفه عنك ورزقك بغيره، فذلك هو الخير الذي علمه الله وأنت لا تعلمين.

نسأل الله أن يوفقك لكل خير.

مواد ذات صلة

الاستشارات