أشعر بمن يوقظني عند نومي مع صعق كهربائي، فما تفسيركم؟

0 2

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة، كنت مرة أجلس في الظلام، وشعرت فجأة بشيء دخل في ظهري، أحدث رعشة في جسدي، وأصبحت بعدها أشعر بمن يوقظني عندما أكون نائمة، ويكون هذا مع شعوري بصعق كهربائي في جسمي، فبدأت أقرأ سورة البقرة لمدة ثلاثة أيام، وفي يوم لم أقرأ فيه سورة البقرة سمعت أحدا ينادي باسمي، فالتفت ولم أجد أحدا، وتكرر معي هذا الأمر كثيرا، وعندما أقرأ سورة البقرة أو الأذكار أشعر بدوخة، وألم في عظامي، علما بأني محافظة على الأذكار.

وعندما أنام أشعر أحيانا وكأن شيئا يمشي على جسدي، وأشعر بأن ذلك الشيء وصل لمنطقة العورة، وكنت أحتلم عندما أنام في وقت الظهيرة، عندها أقوم بتشغيل سورة البقرة حتى لا يتكرر هذا الأمر، وأقرأ القرآن على الماء للشرب.

وفي ليلة كنت أقرأ سورة الناس حتى نمت، وشعرت بعدها كأن شيئا يخرج من ظهري ويطير بي نحو نافذة الغرفة.

فأرجو أن تساعدوني على معرفة ما بي والعلاج منه، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه وشر، وأن يقيك شر كل ذي شر، إنه جواد كريم، وبعد:

لا يمكن لأحد الجزم بما يحدث معك على وجه واحد، لكنه لا يخلو من احتمالات ثلاثة:

1- إما أن يكون وهما تسلط في عقلك اللاواعي، فربط العقل بينه وبين كل حدث غريب يحدث، فانعكس ذلك على البدن بما قد ذكرت.

2- وإما أن يكون من تلاعب الشيطان بك.

3- وقد يكون عينا، أو سحرا، أو حسدا.

وسواء كان هذا أو ذاك فالعلاج يسير بأمر الله، وعلينا أن نسير في محورين معا:

أولا: نود منك الذهاب إلى طبيب مختص؛ للاطمئنان عليك من الناحية الجسدية.

ثانيا: الاقتناع التام بأن الشافي المعافي هو الله، وأنه ليس لأحد سلطان عليك، وأن أمرك بين يدي مولاك لا غير، وهنا تهدأ النفس ويستقر الفؤاد، لأن البعض -أختنا- يضخم من قدرات الشيطان أو الجن، وربما يتوهم أنه يستطيع فعل ما يريد وإيذاء من يريد وتغيير ما يشاء، وكل هذا محض افتراء وكذب -أيتها الكريمة-، واستمعي معنا إلى قول الشيطان في خطبته لأهل النار، قال تعالى: (وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتموني من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم ) (إبراهيم:22)، وانتبهي لما جاء على لسانه: (وما كان لي عليكم من سلطان)، واستحضري قول الله تعالى: (إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا)، ساعتها تدركين أن التضخيم في غير محله، وأن العبد المتصل بالله المتحصن بالذكر لا يقدر الشيطان ولا أعوانه جميعا على إلحاق أدنى ضرر له.

ثالثا: تحصين البيت بالأذكار، وقراءة القرآن، وخاصة سورة البقرة كل ليلة، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا تجعلوا بيوتكم مقابر؛ إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة) رواه مسلم، ورواه الترمذي بلفظ: (وإن البيت الذي تقرأ فيه البقرة، لا يدخله الشيطان)، ورواه ابن حبان بلفظ: (فإن الشيطان ليفر من البيت، يسمع سورة البقرة تقرأ فيه).

قال المظهري في شرح المصابيح: "لا تجعلوا بيوتكم مقابر" يعني: لا تتركوا بيوتكم خالية من تلاوة القرآن، بل اقرؤوا في بيوتكم القرآن؛ فإن كل بيت لا يقرأ فيه القرآن يشبه المقابر في عدم قراءة القرآن.

وقال ابن عثيمين في شرح رياض الصالحين: يعني إذا قرأت في بيتك سورة البقرة، فإن الشيطان يفر منها، ولا يقرب البيت، والسبب أن في سورة البقرة (آية الكرسي).

رابعا: الرقية الشرعية هامة، نرجو أن تحصني نفسك بها، وهي موجودة على موقعنا.

خامسا: إن استطعت تغيير غرفة نومك إلى غرفة أخرى فخير كثير، وإن لم تستطيعي فغيري أماكن الأغراض في غرفتك، بعد غسلها بالماء.

سادسا: إن استطعت الذهاب إلى عمرة والشرب من ماء زمزم مع الرقية الشرعية هناك فهو خير كثير، وإن لم تستطيعي فعليك بما مضى وستجدين الخير -إن شاء الله تعالى-.

وأخيرا: أنت بالله أقوى، والشيطان لا يقدر على فعل شيء لك ما دمت بالله متحصنة، فلا تقلقي، واجعلي القرآن زادك، والأذكار رفيقك، ولن تجدي إلا الخير -إن شاء الله تعالى-، المهم الصبر والاستمرار.

نسأل الله أن يحفظك، وأن يرعاك، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات