كيف أتعامل مع جفاء زوجي وعدم اهتمامه بي؟

0 11

السؤال

أنا متزوجة منذ سنتين، حدثت مشكلة قبل أكثر من شهرين، وزوجي تغير منذ ذلك الحين، علما بأن جميعنا قد أخطأنا، وأنا سامحته، واعتذرت منه مرارا، وأسعى لرضاه، لكنه لم يسامحني، مؤخرا أصبح يتحدث معي، ولكن لا يقول لي كلمة واحدة حلوة، ولا أجد منه أي تقدير على أفعالي، بل يقول إني مقصرة، وينتقدني باستمرار، عندما أبكي يتركني ولا يحتويني، لا يلبي طلباتي واحتياجاتي، وحتى بالفراش لا يداعبني إطلاقا، حتى عندما أطلب منه، كل هذا لتأديبي، ويرفض الذهاب لمستشار أسري!

أرجو منكم أن تنصحوا زوجي، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عفاف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام، والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يهدي زوجك، وأن يصلح الأحوال، وأن يلهمه السداد والرشاد، وأن يعينه على حسن المعاشرة، فإنه من الواجبات الأسرية، وعليه أن يعلم أن الحياة الزوجية عبادة لرب البرية، وأن خير الأزواج عند الله تبارك وتعالى خيرهم لصاحبه.

وإساءة الزوجة لا تبيح للزوج التقصير، كما أن إساءته لا يبيح لها التقصير؛ لأن المحاسب هو السميع البصير، الخبير الذي لا تخفى عليه خافية، ولذلك أرجو أن تشجعي تواصله مع الموقع، حتى نصحح عنده هذا المفهوم، ونسأل الله أن يعينه على فهم احتياجاتك كأنثى.

وعليك أن تعلمي أن الزوج يحتاج إلى التقدير والاحترام، والزوجة تحتاج إلى الحب والأمان، وإذا وفرت للزوج التقدير والاحترام، فعليه أن يغمرها بالحب والأمان، ما لم توجد هذه الاحتياجات، فإن هناك إشكالات تحدث في الحياة الزوجية، وإذا قلنا إن الحياة الزوجية هي عبادة لرب البرية، فإننا نحرضك على الاستمرار على الصواب، والحرص على القيام بما لديك كاملا، وسيأتي اليوم الذي يعود فيه هذا الزوج إلى ما كان عليه.

وكنا نتمنى حقيقة طرح القضية التي غضب لأجلها حتى نحلل الموقف، ونحلل العبارات، ونفهم الرسائل السالبة التي وصلت إليه، ونبين لك التفاصيل في علاجها، وإذا أردت أن تفعلي ذلك فبإمكانك أن تطلبي استشارة محجوبة، إذا كنت لا تريدين أن يظهر الكلام، وستأتي الإجابة ولن يراها أحد سوى أصحابها، فنسأل الله أن يعينك على الخير.

ونحن نكرر لك الشكر على هذا الحرص، وأنت مأجورة على هذه الرغبة في إعادة الأمور إلى صوابها ونصابها، ونتمنى أن يتواصل الزوج، حتى نذكره بأهمية أن تعود العلاقة إلى ما كانت عليه، بل إلى ما هو أفضل، فإن طول الخصام يترك آثارا سالبة على الحياة الزوجية، ومرة أخرى ندعوك إلى الإحسان وإن أساء، القيام بما عليك وإن قصر؛ لأنك تتعاملين مع الله تبارك وتعالى، ونسأل الله أن يرده إلى الحق والخير، وأن يردكم إلى ما كنتم عليه وأفضل من ذلك.

والزوجة الذكية -مثلك- تعرف الأمور التي تغضب زوجها فتتفاداها؛ لأن هذا من الذكاء، كما قالت زوجة شريح: ماذا تحب فآتيه، وماذا تكره فاجتنب، وكذلك ينبغي أيضا أن يقول الرجل لزوجته: ماذا تحبين فآتيه، وماذا تكرهين فأجتنبه؛ لأننا إذا فعلنا ذلك فإننا نضمن -بعد توفيق الله- استمرار السعادة والأنس، والتفاهم بين الزوجين.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يعيد إلى داركم الطمأنينة، وأن يعمره بالخير والسكينة، وأن يجعل بينكم مودة ورحمة، هذه المصالحة والتأني والحياة الزوجية ينبغي أن توصلنا إلى رضوان رب البرية، والسباق بين الزوجين ينبغي أن يكون في ما يرضي الله.

مرة أخرى: خير الأزواج عند الله خيرهم لصاحبه، وكثير من الأزواج يدخل الجنة بإحسانه إلى الزوجات، كما أن كثيرا من الزوجات يفزن برضون الله بإحسانهن وصبرهن على الأزواج، نسأل الله أن يعيننا وإياكم على الخير، وأن يعمر بيوتنا وحياتنا بما يرضي الله.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات