السؤال
كلما تقدم شخص لخطبتي أرى كوابيس غريبة، بها ناس تريد أن تقتلني، أو ناس تضربني، أو بحر يعلو بهدف أن يغرقني، وغير ذلك، ودائما أحاول النجاة ولكن الخطر يظل يلاحقني، وأحيانا أنجو، بعدها أستيقظ وأنا أصرخ بصوت غريب.
أصاب بهذه الكوابيس خصوصا في أيام الدورة الشهرية، وفي كل مرة أرى فيها هذه الكوابيس أصاب بالحزن والاكتئاب، كما لا تتم الخطبة، وأشعر بالتشاؤم، وأشعر أنني لن أتزوج أبدا، فماذا أفعل لكي أتخلص من هذه الكوابيس التي تؤرقني وتنغص حياتي؟ وما هي أسباب هذه الكوابيس؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ Maha حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فلن يطرد ما يأتيك في النوم إلا بحرصك على ذكر الحي القيوم، وتلاوة كتابه، مع ضرورة الاستعاذة بالله العظيم من الشيطان الرجيم، بالإضافة إلى الحرص على الطهارة، والمواظبة على الصلاة.
أما في أيام الحيض، فإن للحائض أن تذكر ربها، وقد تشتد حاجتها للذكر لتطرد الشيطان، وتبعد عن نفسها الضعف والاكتئاب، ولا مكان للطمأنينة إلا بذكر القائل سبحانه: (( الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب ))[الرعد:28] وقال بعض السلف: (عجبت لمن اغتم ولم يفزع إلى قول الله تعالى: (( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ))[الأنبياء:87] فإني وجدت الله يعقبها بقوله: (( فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين ))[الأنبياء:88] ).
والغم حزن وضيق لا يعرف له الإنسان سببا، وعجبت لمن ضاق صدره كيف يذهل عن قوله تعالى: (( ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون * فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين * واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ))[الحجر:97-99].
وأرجو ألا تشغلي نفسك بهذه الأمور، فإن ذلك يزعجك في نومك، ويتعبك في يقظتك، وكوني على ثقة بأنه لن يحدث في كون الله إلا ما أراده الله، وسوف يأتيك ما قدره لك الله في الوقت الذي يريده الله.
ومما يساعد على العلاج بإذن الله ما يلي:
1- كثرة اللجوء إلى من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء.
2- الاهتمام بأذكار المساء والصباح، وقراءة خواتيم سورة البقرة وآية الكرسي، وترديد أدعية الرقية الشرعية.
3- النوم على طهارة، وإذا كان عندك عذر فيكفي أن ترددي الأذكار.
4- تجنب الوحدة؛ لأن الشيطان مع الواحد.
5- إبعاد الصور وآلات اللهو والمعاصي.
6- عمارة المجلس بالذكر وترديد الأذكار، والصلاة والسلام على النبي المختار، لينتبه الغافل ويشارك في ذكر الغفار.
7- التوبة من الذنوب والمعاصي.
8- التعوذ بالله من الشيطان، مع ضروة استحضار حقارة الشيطان الرجيم، وأرجو أن تكون الاستعاذة نابعة من القلب.
ولا بأس من طلب الرقية الشرعية، وإن كنا نفضل أن تقرئي على نفسك، ولابد أن يكون الراقي ظاهره الالتزام بالصلاة في الجماعة وكافة شعائر الإسلام، وأن تكون الرقية بالقرآن والسنة وبكلام عربي مفهوم، وأن يعتقد الجميع أن الشفاء من الله، وأن يكون الراقي نظيفا، وألا يطالب بأشياء غريبة، وألا يجلس في حجرات مظلمة، أو يرتدي ثيابا ملونة أو نحو ذلك.
وأرجو أن تعلمي أن الإنسان إذا اتقى ربه في الصحو لن يضره ما يراه في نومه، فأشغلي نفسك بطاعة الله، وعليك ببر الوالدين لتفوزي بصالح دعائهما، وكوني في حاجة الضعفاء ليكون الله في حاجتك، وغضي بصرك، وحافظي على سمعتك، ولا تشتكي لغير الله، واجعلي ما يحصل لك سرا من الأسرار، واستغفري ربك الغفار.
والله الموفق.