عين وحسد ووساوس.. كيف الخلاص منها؟

0 7

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب عمري 22 سنة، أصابني عين وحسد منذ كان عمري 5 سنوات، وذهبت إلى عدة رقاة شرعيين دون فائدة، وأصبت منذ طفولتي بأعراض بسبب العين والحسد، مثل: مرض الوسواس القهري في العقيدة، وبعد أن بلغت 15 سنة ظهر لدي وسواس الطهارة والصلاة والعبادات، وعانيت من الاكتئاب، وأصبحت أكره الناس والمجتمع، وصرت منطويا، وتغيرت أفكاري في العقيدة، وأحيانا أشعر بأني لست مؤمنا، وأعتقد ببعض المعتقدات الشركية والكفرية، وأحيانا لا.

أحتاج إلى التوجيه والإرشاد، وما هي آيات إخراج العين والحسد؟ وهل أنا محاسب على هذه الأفكار الكفرية وهي غير إرادية، بسبب العين؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ معاذ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان.

أولا: لست محاسبا على أي كلام يقذف في قلبك وأنت لا تؤمن به، وكل وساوس الشيطان تلك لا تأثير لها عليك من ناحية الحساب، فاطمئن، لكنك مطالب بمعالجة نفسك، لا سيما والعلاج ميسور -بأمر الله تعالى-.

ثانيا: الوسواس القهري في العقيدة والطهارة والصلاة له أسبابه، والتي متى ما أزيلت، فإن الوسواس يضعف ويتلاشى -إن شاء الله-.

ثالثا: لا بد أن نفرق بين العين والوسواس، حتى نعلم هل الوسواس من أثر العين، أو من شيء آخر:

العين: هي سهام تخرج من نفس الحاسد والعائن نحو المحسود والمعين، تصيبه تارة وتخطئه تارة، يقول ابن القيم في الزاد: "هي سهام تخرج من نفس الحاسد والعائن نحو المحسود والمعين تصيبه تارة وتخطيه تارة"، وهناك مشتركات ومتفرقات بين العائن والحاسد كما ذكر ابن القيم -رحمه الله- في كتابه بدائع الفوائد: "العائن والحاسد يشتركان في شيء، ويفترقان في شيء، فيشتركان في أن كل واحد منها تتكيف نفسه وتتوجه نحو من يريد أذاه، فالعائن: تتكيف نفسه عند مقابلة المعين ومعاينته، والحاسد: يحصل له ذلك عند غيبة المحسود وحضوره أيضا، ويفترقان في أن العائن قد يصيب من لا يحسده، من جماد أو حيوان أو زرع أو مال، وإن كان لا يكاد ينفك من حسد صاحبه" [أ.هـ].

الوسواس القهري: هو فكر متسلط على الإنسان، ومعنى القهري أي الجبري، وعليه فالوسواس القهري هو الأفكار الجبرية المتسلطة التي تحيط بالإنسان، وتفرض نفسها عليه.

بعد تحديد المصطلحات تلك، يظهر لنا أن الوسواس مبتدأه ذاتي، بمعنى أنه يقع من الإنسان، ليس له مؤثرات خارجية، وأما العين والحسد والسحر فالمبتدي فيه مؤثرات خارجية، لكنه بعد أن يتحكم في الإنسان ساعتها تتشابك الأعراض.

رابعا: علاج العين يكمن فيما يلي:
1- المحافظة على الفرائض التي أوجبها الله عليك، مع الابتعاد عن المعاصي.
2- المداومة على أذكار الصباح والمساء والنوم.
3- قراءة الفاتحة، وآية الكرسي، وخواتيم سورة البقرة، والمعوذات، وقل هو الله أحد، صباحا ومساء.
4- الرقية بدعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- وهي:
- "بسم الله أرقيك، من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس أو عين حاسد، الله يشفيك، بسم الله أرقيك".
- "أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق".
- "بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم".
- "اللهم رب الناس أذهب البأس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما".
- "أعوذ بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة".
5- قراءة سورة البقرة كل ليلة، فإن لم تستطع فالاستماع لها، افعل هذا مع الصبر عليه، وسوف تجد التحسن بأمر الله.

خامسا: علاج الوسواس القهري يكمن فيما يلي:

1- الاعتقاد بأن الوسواس تافه جدا، وهذا حق -أخي الكريم- وأنت إذا ما فهمت طبيعته سهل عليك التخلص منه -إن شاء الله-.
2-الوسواس لا ينتشر ولا ينشط إلا في بيئة التفكير السلبي، ويعتمد على أمرين:
- إظهار ضعفك وخوفك.
- إضعاف ثقتك بنفسك.
لذا: عليك أن تحول كل أمر سلبي إلى إيجابي، وأول ذلك: إيمانك بأنه سخيف، ردد في نفسك دائما: هذا وسواس، كلام فارغ، كلام سخيف؛ هذا نوع من التغيير المعرفي، فالإنسان حين يستخف بشيء فسوف يحتقره، وحين يحتقره سوف يحدث ما يعرف بفك الارتباط الشرطي، أي أن الوسواس يصبح وكأنه ليس جزءا من حالة الإنسان.
3- احذر من الفراغ، واعلم بأن الفراغ هو البيئة الطبيعية لنمو الوسواس، لذا اجتهد أن تنظم وقتك، ولا تخلد للنوم إلا وأنت مرهق تماما.
4- المحافظة على أذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم؛ فهذا حصن حصين لك.
5- كلما أتاك الوسواس بأمر؛ تجاهله ولا تسترسل معه، واشغل ذهنك بأمر نافع، أو بدنك برياضة ما، فإنه علاج ناجع.
6- اجتهد في رفع معدل التدين عندك، وعليك بما يلي:
- العلم.
- كثرة النوافل.
- كثرة الذكر.
- الصحبة الصالحة.
- حضور الدروس الدينية؛ كل هذه دوافع تزيد من معدل التدين عندك.

افعل هذا -أخي-، واصبر على ذلك، وسوف تجد تغيرا في حياتك للأفضل بأمر الله، نسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدر لك الخير حيث كان، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات