السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك شيء يحدث معي منذ فترة طويلة في الصباح، وقبل الاستيقاظ من النوم بقليل، حينما أكون بين النوم واليقظة -شبه نائم-، تراودني ذكريات محرجة تعرضت لها قديما أو حديثا، فأشعر بالضيق، وأصرخ من شدة وقعها على نفسي، وأحيانا أضرب نفسي، وعندما أصحو وأفتح عيني تخف حالة الضيق، وأنسى ذلك.
سؤالي: لماذا تراودني تلك الذكريات في الصباح، وأنا شبه نائم، وحينما أتذكرها أشعر بالقهر، فكيف أدرب نفسي بأن لا تتأثر؟ وكيف أقنع نفسي بذلك؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.
حالتك تندرج تحت ما نسميه "التغيرات النمطية" في مستوى المشاعر، وكذلك التفكير؛ الإنسان يخلو بنفسه في أوقات معينة، وخلال هذه الخلوات، البعض يأتي بذكريات طيبة، والبعض يأتي بذكريات متشائمة، أو هكذا، أعتقد أن الأمر لديك أصبح نوعا من العادة، ولا أعتقد أنه مرتبط بساعات الصباح؛ ساعات الصباح هي ساعات فيها خير وفيها بركة كثيرة: "بورك لأمتي في بكورها".
أنا أعتقد أن الأمر أصبح مجرد نوع من التعود النمطي، وأنصحك بأن تتجنبي السهر، هذه خطوة أولى حتى يكون نومك صحيا وعميقا، ومن النوم السليم والصحي، ومن المهم جدا أيضا أن تمارسي أي نوع من التمارين الرياضية.
لا بد -أيتها الفاضلة الكريمة-، أن تحرصي على أذكار النوم، وكذلك أذكار الاستيقاظ، ولا بد أيضا أن يكون هناك نوع مما نسميه بـ"الإسقاط الإيحائي"، مثل أن تقولي لنفسك: "أنا حين أكون بين اليقظة والنوم في فترة الصباح، لن تكثر هذه الذكريات السيئة أو السلبية، إنما سأكون في حالة من الاسترخاء، وإن أتتني فكرة، -إن شاء الله- سوف تكون فكرة جميلة وليست هذه الأفكار السلبية."
الأمر الآخر: أرجو ألا تكوني نمطية، بمعنى ألا تتوقعي هذه الأفكار، الإنسان في بعض الأحيان حين تأتيه ذكريات معينة في وقت معين، ربما يربطها بالمكان والزمان والأدوات التي حوله؛ هذا النوع من النمطية يجب أن يكسر، وما حدث بالأمس ليس من الضروري أن يحدث اليوم أبدا.
نقطة أيضا مهمة جدا: وأنت في حالة اليقظة التامة، من الأفضل أن يكون لك متنفس نفسي، بإمكانك أن تناقشي هذه المواقف المزعجة مع نفسك بكل منطق، لكن في ذات الوقت تعطي نفسك مساحة للأمل والرجاء، بمعنى أن هذه الأمور قد انتهت، و-الحمد لله- أنت الآن بخير وتعيشين حياة طيبة.
بهذه الطريقة -إن شاء الله- ستتخطين هذه الطريقة في التفكير؛ في بعض الأحيان، الأدوية المضادة للوساوس بجرعات صغيرة، قد تكون مفيدة لمثل هذه الحالات، هي حالات نادرة، لكن من تجربتي الشخصية أن تناول جرعات صغيرة من الأدوية المضادة للوساوس، مثل: عقار "فلوفكسمين" والذي يعرف باسم "فافرين"، تناوليه بجرعة 50 مليجرام ليلا، لمدة ثلاثة أشهر، قد يكون مفيدا.
لذا، احرصي على ممارسة الرياضة، واحرصي على تطبيق تمارين الاسترخاء (2136015)، خاصة تمارين التنفس المتدرج، يمكنك التدرب على هذه البرامج، من خلال الاطلاع على أحد البرامج الموجودة على اليوتيوب، وطبقي هذه التمارين قبل النوم، وبعد أذكار النوم.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.