السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هناك فتاة أحسبها على خلق ودين، وعندما أخبرت والدتها حول رغبتي في الارتباط بها، طلبت أن تكمل الفتاة دراستها، وهي في السنة الأخيرة، وعندما حاولت عن طريق أحد الأصدقاء، كان الرد نفسه، فهل ردها إشارة بأنها ليست من نصيبي؟ وهل أغلق الباب، أم أدعو الله عز وجل أن يجعلها من نصيبي، وأن تكون زوجة صالحة لي؟ وهل هناك دلالة أن الله يلهمني الدعاء بالزواج من هذه الفتاة في الصلاة؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان.
نتفهم بالطبع حديثك وحرصك على الزواج ممن رأيتها أهلا لك، وقلقك من أن يكون جوابها ردا لك، فتطلب ما لا قدرة لك عليه، أو أن يكون جوابها أمرا عرضيا فتزهد فيما أنت مقبل عليه؛ لذا أنصت إلينا جيدا -أخي الكريم-:
أولا: اعلم قطعا أن من كتبها الله لك زوجة ستكون لك لا لغيرك، وأن زوجتك معلومة باسمها وتاريخ قدومها لبيتك، قبل أن يخلق الله السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، فقد روى مسلم في صحيحه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "أول ما خلق الله القلم قال له: اكتب، فكتب مقادير كل شيء قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء".
ثانيا: كن على يقين كذلك بأن قدر الله هو الخير لك لا محالة، وأن أسعد الناس في الحياة من بذل الأسباب، وأيقن أن تقدير الله هو الخير له، وإن أتى عكس مراده.
ثالثا: السؤال الذي يجب أن تطرحه على نفسك قبل أن تبحث عن غيره: هل الفتاة ذات خلق ودين؟ وهل اختيارك لها كان قائما على ذلك؟ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبرنا أن نبحث عن ذات الدين والخلق، فقال: "تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك"، فالمرأة المتدينة خير متاع الدنيا كما أخبر -صلى الله عليه وسلم- بذلك، فقال: "الدنيا متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة"، وبالطبع لا حرج أن يجمع الرجل بعد الدين المال، أو الجمال، أو الحسب، أو الجميع، المهم أن يكون الدين أساس الزواج، أما الاختيار على غير تلك الأسس فعاقبته الخسارة -أخي الحبيب-.
رابعا: الفتاة لم ترفض، وإنما عبرت عن رغبتها في إنهاء دراستها، لذا يمكن أن تخبر والدها عن طريق وسيط، -إن كنت راغبا فيها، وموافقا على إكمال دراستها- أنك لا تمانع في ذلك، وأنك تريد الخطبة إلى أن تنتهي من دراستها.
الوسيط يجب أن يكون حكيما أمينا؛ لأنه سيفهم ما تحيرت بسببه، ولن يجد والد الزوجة حرجا من إخباره بشفافية، وعندها تتخذ القرار بعد الاستخارة التي علمنا أياها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في قوله: "إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر (هنا تسمي حاجتك)، خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال: عاجل أمري وآجله، فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، اللهم وإن كنت تعلم أن هذا الأمر (هنا تسمي حاجتك) شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال: عاجل أمري وآجله، فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم ارضني به، ويسمي حاجته".
خامسا: إن علمت أن الجواب كان من الفتاة اعتراضا عليك، أو على الزواج بالكلية، فاعلم أن هذا هو الخير أيضا، ولا تتوقف عند هذا الموقف، وابحث فورا عن غيرها، وستجد -إن شاء الله- الزوجة الصالحة البرة التقية، فلا تدري أين الخير؟ وتذكر قول الله: {وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}.
نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك من كل مكروه، والله الموفق.