قطعت تواصلي بزميلتي لكني ما زلت أفكر فيها!

0 16

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مررت بفترة صرت أفكر فيها بالزنا، وفعل الفاحشة، وكنت أستخدم العادة السرية لأفرغ شهوتي، كي لا أقع في الزنا، وأسأل الله أن يتوب علي، ولكني كنت أجاهد نفسي بقدر الإمكان، وكنت أذهب لحلقات العلم، وبدأت في حفظ القرآن، ومن فترة لفترة أخرى أفكر في فعل الفاحشة، ويأتيني شعور أتمنى لو أزني!

لي زميلة في الجامعة، صارت ترسل لي مواعظ دينية، علما أني لا تربطني علاقة بها، وهي منقبة، وأنا في بداية طريقي للاستقامة، وكانت تمدني بالعزيمة؛ لأجتهد، ولأول مرة أفكر أني أريد الزواج، وأني قد وجدت الزوجة المناسبة، ولكن خفت أن أصارحها فترفض!

وبعد فترة أحسست أنه لا يجوز أن أتحدث مع فتيات، فقطعت علاقتي بها، مع العلم أنه لم يحدث أي تجاوزات في الكلام، ولم تجمعنا إلا العلاقة في الدين، وما قطعت علاقتي بها إلا ابتغاء مرضات الله، ومن بعدها قل اجتهادي، وفي وقت فراغي أفكر فيها، فهل ما فعلته كان صحيحا؟! علما أنها كانت سببا في استقامتي، وقد أرسلها الله لي، وكنت أفكر: هل ستقبلني زوجا إذا تقدمت لها بعد قطع علاقتي بها؟ وهل يمكن أن أرجع وأحدثها ولو لمجرد السؤال عن أخبارها؟!

أرجو أن تفتوني، وأن تدعوا لي، إن كان زواجي بها فيه خير لي في ديني ودنياي أن يجمع الله بيننا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ... حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أخي- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان:

لقد أحسنت حين قطعت علاقتك بالأخت المذكورة، وقد جنبت نفسك صراعا شديدا في التواصل معها، كما حدث مع غيرك من الشباب الصالح، البعض منهم فشل في حياته العلمية والدراسية؛ لأنه ظل بين صراع في مرغوب لا يقدر عليه، فلا هو قادر على الابتعاد، ولا هو قادر على تحصيل المراد، والبعض منهم وقع في الغواية، ففسد حاله، وأفسد حال من معه، والبعض منهم لفظته الفتاة، فتزوجت غيره بعد أن تمكنت في قلبه، فأهلكه ذلك!

والوقائع كثيرة جدا، فاحمد الله على العافية، واحذر من التواصل معها، ويوم أن تكون مستعدا للزواج إن كانت موجودة، فاستخر الله عليها، وإن لم تكن، فابحث عن غيرها، وهنا تجد السعادة، فمن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه.

أما مسألة الشهوة، والعادة المحرمة؛ فأنت -أخي- صاحب دين، وصاحب قلب طيب، وقد تعجب إذا قلت لك أنك صاحب همة قوية، نعم أنت صاحب همة قوية؛ ولأجل ذلك عدت إلى ربك، وتركت العادة أو كدت، وتركت الفتاة التي تعلق بها قلبك حبا لله، وهذا كله يدل على أنك في الطريق الصحيح، فأنت صاحب عزيمة، فلا تنصت للشيطان، وإن أتاك ليوهمك أنك ضعيف الإرادة، أو أن المعصية التي وقعت فيها لا يمكنك النجاة منها، ولا التوبة، أو يحاول أن يقنعك بعدم وجود طريقة للخلاص منها، هو يفعل كل ذلك حتى لا يضعك في تحد أمامه، فينهزم لك، فاطمئن، واعلم أن ذلك سراب يحاول الشيطان أن يقنعك به؛ لتظل تعيش أسيرا له، ولشهوتك.

يا أخانا: الشهوة لا تصاحب ولا تختبر، هي إناء كلما شربت منه عطشت، وما عندك منها عند غيرك، وما تعانيه يعاني منه الشباب، لكن الفرق بين من نجح ومن تعثر أمران هامان:

الأول: أن من نجح أخذ بالعلاج، وعلم أنه إنسان طبيعي، واجتهد في التطبيق، واعتمد على الاستمرار، أكرر: واعتمد على الاستمرار في التطبيق، فإن تعثر مرة، أو ضاق به الأمر فوقع، وقف أمام نفسه؛ ليحلل الأسباب، وتاب إلى ربه، واجتهد مرة أخرى، بخلاف الآخر الذي لما وقع وضع اللوم على الدواء لا على تكاسله، وعدم التزامه به، وعدم الاستمرار على ذلك، وظن أن هذه نهاية مفعول الدواء، فأخذ يبحث عن غيره، وكان عليه أن يكمل الجرعة.

الثاني: إن من نجح كان ينظر بإيجابية إلى ما حققه من نجاح، ومن تعثر لا يعبأ بتقدم، وإنما يعيش فيما تعثر، فمثلا الناجح لما أقدم على الأمر، وكان يمارس العادة يوميا، فاستطاع أن يبقى أسبوعا ثم تعثر، يقول لنفسه: نجحت في أسبوع كامل سيدفعني ذلك إلى مزيد عمل وجهد، وأما من تعثر قال: خسرت المعركة، فلم لا أسلم، وشتان بين الأمرين.

لذا انتبه، واجتهد في عدة أمور:

1- قراءة الأضرار الصحية.
2- الاجتهاد في الزواج المبكر، وكثرة الصيام.
3- لعب الرياضة وبكثرة.
4- الاجتهاد في قتل الفراغ.
5- التقرب من أصدقاء صالحين.
6-الاحتماء بالله -عز وجل-، وكثرة التضرع إليه.

علاجك في يدك، فاستعن بالله ولا تعجز.

وفقك الله وأصلح حالك.

مواد ذات صلة

الاستشارات