أفكاري السلبية والوسواس القهري يتعباني فكيف أنجو منهما؟

0 17

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عانيت من الوسواس، وحاليا مصاب بالوسواس القهري، يأتي أفراد عائلتي، فأحاول الابتعاد عنهم، والمشكلة أني لا أستطيع منع نفسي عن الاسترسال، وأبدأ في الخيالات الجنسية أحيانا؛ لأن الوسواس يلح كثيرا، ويسبب لي التوتر، أنا حزينة لأني أحب عائلتي، ولا أريد التفكير تجاهم بشكل غير لائق.

علما أني مصابة بالأرق، بسبب الوسواس، فهل علي إثم في التخيلات؟ علما أني لا أرغب في تنفيذ ذلك بالواقع، هو مجرد خيال.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وبعد:

لا شك أن الوسواس القهري مؤلم، لكن الأشد ألما هو:
- الخضوع والاستسلام بضعفك أمامه.
- والتعامل مع بطريقة خاطئة.
فالوسواس القهري -كما عرفه المختصون- هو أحد الاضطرابات النفسية التي يعاني فيها الإنسان، من تكرار أفكار ومخاوف، أو أحاسيس غير مرغوب فيها، والإنسان حينها:
- إم أن يسترسل في رد الأفكار واحدة تلو الأخرى.
- أو يحتقر هذه الوساوس ويهون من أمرها، في الوقت الذي يشغل نفسه بأمور نافعة.

أختنا: أنت قادرة على تجاوز هذه المرحلة كما تجاوزها الآلاف غيرك، والبداية منك أنت، نعم، البداية منك أنت، في أن تتأكدي من داخلك بضعفه وقوتك، وسخافته وعقلك، وأن تديري الدفة بيدك، لا أن تجعلي نفسك ترسا في مكينة هو من يديرها بيديه.

لذا نوصيك بما يلي:

1- لا تسترسلي مع الوسواس، ولا تقولي أنا غير قادرة، بل استخفي به، ولا تحاوريه، وأشغلي نفسك على الدوام بأمور نافعة محببة لك.
2- لا تبتعدي عن أهلك، واجلسي معهم جماعات في بداية المعافاة، بمعنى لا تجلسي مع الأصغر منك منفردة، على الأقل في الفترة الأولى.
3- اجتهدي في أن تجعلي لك عالما آخر من الأخوات الصالحات، واقضي معهن أوقاتا جيدة.
4- اكتبي لك منهجا من الأعمال الفكرية والعملية لا بد من إنجازها، وحاسبي نفسك إذا لم تنجزي ما أوجبته على نفسك.
5- ابتعدي عن الفراغ، وعن الجلوس وحدك، فهذه إحدى وسائل الوسواس للتحكم فيك.
6- حافظي على صلاتك وأذكارك، واجعلي لك وردا ثابتا من قراءة القرآن.

هذه الأسباب ستزيد من ثقتك بنفسك وضعفه أمامك، وكلما ازددت تجاهلا له؛ كلما تجاوزت هذه المرحلة.

بقي أن نقول لك: إن الإنسان لا يحاسب على هذه الأفكارالتي تدخل عالمه بغير قصد منه، ولا تلك التخيلات التي لا يقصدها ولا يريدها، لكن هذا لا يعفيه من الاجتهاد في معالجة نفسه، وأنت قادرة بأمر الله على ذلك.

كتب الله أجرك، وعافاك الله، والله الموفق.
_______________________________________
انتهت إجابة د. محمد محمد المحمدي، الاستشاري التربوي.
وتليها إجابة د. عبدالعليم، استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان.

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.

أنت تعانين من وساوس فكرية ذات طابع جنسي، وقد قام الشيخ الدكتور/ أحمد المحمدي، جزاه الله خيرا، بوضع خطة علاجية سلوكية ممتازة؛ أرجو اتباعها لكي ينصرف عنك هذا الوسواس وتنصرفي عنه.

بالنسبة للتخيل الجنسي، وأنه لا رغبة لك في تنفيذها في الواقع مطلقا؛ هذا يشير إلى تشخيص آخر، قبول الوساوس، أو السعي لعدم مقاومتها، يدل على أن الإنسان بدأ يفقد الاستبصار حول الوساوس، ويعتقد أنه سوف يستطيع التعايش معها، وهذا لا يمكن أن يحدث، لا يمكن للإنسان أن يعيش حياة طيبة ورشيدة، ويكون على تفكير متوازن وصحيح، وفي ذات الوقت يعيش مع الوساوس القهرية، فيجب أن تغيري مفهومك، ويجب أن تعرفي هذه الحقيقة، أنه لا يمكن للناس أن تعيش في ازدواجية على المستوى الفكري والوجداني والنفسي.

الوسواس يجب أن يحارب، ويجب أن يتم التنفير التام منه، ويجب أن لا يتم حواره أو نقاشه؛ هذا مبدأ علاجي يجب أن تلتزمي به تماما؛ وهذه نصيحتي لك، وأفادك الدكتور/ أحمد المحمدي، وقد وضع لك الخطوات السلوكية المعرفية الضرورية، والتي يجب أن تتبعيها، وباتباعك لهذه الخطوات، سوف تلاحظين أن الوساوس بدأت في التفتت والتحلل حتى تنتهي تماما، وذلك بصورة تدريجية.

الجانب الآخر في العلاج هو أن تتجنبي الفراغ، يجب أن تسعي دائما لأن تكون لديك إدارة وقت إيجابية، بحيث لا يكون هناك فراغ، حيث إن الوسواس كثيرا ما يأتي للناس من خلال الفراغ، سواء كان فراغا ذهنيا، أو فراغا زمنيا، هذا أمر مهم من حيث قيمته العلاجية لتفكيك وطرد الوساوس.

العلاجات الدوائية، طبعا مفيدة وممتازة، وفي حالتك أنصحك بأن يكون العلاج الدوائي، وحتى العلاج السلوكي، تحت الإشراف الطبي النفسي المباشر -والحمد لله- في مصر يوجد مختصون وأطباء متميزون جدا في علاج الوساوس القهرية.

هنالك عدة أدوية، أدوية المرحلة الأولى أو الخطة الأولى، وأدوية الخطة الثانية والثالثة وهكذا، والوساوس تستجيب استجابة ممتازة جدا للأدوية التي سوف يقررها لك الطبيب.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على ثقتك في استشارات إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات