السؤال
أنا متزوج منذ نحو سنة، رزقني الله بمولودة منذ أقل من شهر، وبعد ولادتها حدثت مشكلة بين أختي وزوجتي، وصلت إلى التطاول باللسان من كلا الجانبين، وزوجتي في هذا الوقت كانت عند أهلها من بعد الولادة، وعندما انتهت المدة التي كنت أذنت لها بها طلبت منها الرجوع، ولكنها رفضت، وقالت إنها لن ترجع، ولن تريني ابنتي حتى آتي بحقها من أختي.
رأيت أن كلا الطرفين لديه خطأ، ولا يوجد حق لواحدة على الأخرى، وأخذت موقفا شديدا مع أختي، وأختي ندمت على ما صدر منها، أما زوجتي فلم تطع أمري، ولم ترجع بيتي، لنحو ثلاثة أسابيع، وأنا ما رأيت ابنتي منذ ولدت إلا ثلاث مرات.
علما بأن قدمي مكسورة، وأجلس في البيت وحيدا، فبحثت وعلمت أن زوجتي أصبحت ناشزا بترك بيتي بدون إذني، وبدون رضاي، وأيضا تخرج من بيت أهلها بدون إذني.
أريد معرفة موقف زوجتي من الشرع، وإذا أردت تطليقها ما هي حقوقها؟ وإذا طلبت هي الطلاق ما هي حقوقها؟ علما بأن لها مؤخر صداق، وما حكم تعليقها لأفتدي منها وأعضلها، لأنها هي التي ترفض أن ترجع بيتي، وأنا لم أفعل بها شيئا مؤذيا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أيها الابن الكريم والأخ الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال والتواصل مع الموقع، ونسأل الله أن يهدي زوجتك وشقيقتك لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو، ونسأل الله أن يردها إلى الحق ردا جميلا.
إذا كانت الأخت قد اعتذرت وندمت فأرجو أن توصل هذا إلى الزوجة، وبعد ذلك إذا تمردت الزوجة كما هو الحاصل فإنها تعتبر ناشزا، ونسأل الله أن يهديها.
نحن لا ندعوك للاستعجال بطلاقها، لكن نتمنى أن يكون في العقلاء من أهلك وأهلها من يستطيع أن يصلح هذا الخلل ويردها إلى صوابها، ويردها إلى بيت الزوجية.
إذا أصرت ورفضت فتعتبر ناشزا، ومسألة التفصيل في الحكم، ماذا لها وماذا عليها؟ أرجو أن تراجع فيه الجهة الشرعية في بلدك، وتنظر كيف يمكن أن تعود إلى بيت الطاعة وتلتزم بما مطلوب منها شرعا، ونسأل الله أن يعينك على تجاوز هذه الصعاب.
الذي نرجوه أن تكون حكيما، أن تراعي مصلحة الأسرة، فإن الشريعة جعلت الأمر بيد الرجل، لأنه الأعقل، لأنه الذي يتدبر في العواقب ومآلات الأمور، وما يحصل من الزوجة بلا شك ليس من الصواب، ولكن الخطأ لا يقابل بالخطأ، إنما يقابل بالحكمة.
ندعوك إلى استخدام عناصر الحكمة، والاستفادة من العقلاء والعلماء الموجودين حولك، ثم بعد ذلك الاستفسار من الجهات القضائية في الحقوق التي تترتب على تمردها وعصيانها، وأعتقد أنها ستعود؛ لأن الزمن من الحل، وعليك أن تبين لها أنك تكلمت مع أختك، وأنها ستبتعد عنها، وضع حدودا بين الأخت وبين الزوجة.
ونسأل الله تبارك وتعالى أن يؤلف القلوب، وأن يغفر الزلات والذنوب.