كيف أستطيع أن أكون عالمًا ربانيًا يدعو إلى تعاليم الإسلام؟

0 29

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بداية، أريد أن أقول: شكرا على الرد الجميل والقيم منكم على استشارتي السابقة، وأبشركم بأن الوساوس بدأت تضعف بشكل ملحوظ، وقد وجدت فتية في المسجد يبدو أنهم أناس طيبون، سأجرب وأبلغكم بما سيحدث معي -بإذن الله-.

هذه المرة لدي استشارة حول أحد أضخم المشاريع التي أخطط لها؛ وهو مشروع أحتاج فيه إلى توجيه من أشخاص أمثالكم، وهذه قد تكون واحدة من عدة استشارات.

أترون كيف أن الكفار في الغرب يدخلون معتقداتهم الفاسدة، وأخلاقهم المقرفة إلى مجتمعاتنا عن طريق الرسوم المتحركة؟ لذا أريد أن أواجه ما أدخلوه بشيء يدعو إلى التوحيد، والعقيدة الصحيحة، والأخلاق الحميدة.

كما أريد أن أدخل تلك الدعوة إلى مجتمعهم، وهناك أكثر من جانب لهذا المشروع، ومنه جانب عن العلم الذي أحتاجه، وهذا لب الاستشارة.

أريد أن أبين كل سنة ثبتت عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وسيرته، وقصص الأنبياء -عليهم السلام-، والصحابة -رضوان الله عليهم-، وكل الأخلاق الحميدة، وتفسير للقرآن، ونصائح للناس، وأريد أن أرد على الشواذ، والكفار، وأهل البدع، وغيرهم، والمزيد أيضا -بإذن الله-.

مشروع كهذا يحتاج قدرا هائلا من العلم، وأنا جاهز لأمضي عشرات السنين وأنا أطلب العلم، فهل يمكنكم أن تعطوني خريطة لما أحتاج أن أدرسه؟ أو ربما جزءا منها، والأجزاء الأخرى عندما أنتهي من الجزء الذي أنا فيه، مع ذكر الكتب التي تفيدني في هذا المجال، وخذوا وقتكم في الإجابة على هذه الاستشارة، فقد تكون طويلة جدا.

وإن كان هناك لديكم أي نصيحة لي، فأرجو منكم أن تنصحوني بها.

وجزاكم الله خير الجزاء، وسهل عليكم عملكم، ووفقكم لصواب الجواب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبادة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك مجددا -ولدنا الحبيب- في استشارات إسلام ويب.

نسأل الله تعالى لك مزيدا من التوفيق، ونشكر لك تواصلك بالموقع، وثناءك عليه، ونسأله سبحانه وتعالى أن يبلغك أمانيك الخيرة.

ونصيحتنا لك -أيها الحبيب- أن تنمي هذه الرغبة الموجودة في نفسك، والباعثة لك على طلب العلم الشرعي، وأن تعتني بتحقيق هذه الرغبة بقدر استطاعتك؛ فالرغبات تتغير، وينبغي للإنسان أن يستغل اللحظة التي هو فيها، وأن يعيش يومه الذي هو فيه، وأن يحاول أن يحقق من الإنجاز بقدر ما يستطيعه في ذلك الوقت، مع التخطيط للمستقبل، وقد أوجز النبي -صلى الله عليه وسلم- النصيحة حين قال: "احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجز".

ومقتضى العمل بهذه النصيحة هو أن تبدأ في طلب العلم الشرعي، وأن لا يكون الأمر لديك مجرد خطط مستقبلية، وأفكار كبيرة، فهذه الأفكار الكبيرة ستتحقق -بإذن الله تعالى- لو مضيت نحوها، ومشيت في طريق تحقيقها، فابدأ أولا بما تقدر عليه الآن في لحظتك الراهنة، وحاول بكل حرص أن تجتهد في استغلال أوقاتك في يومك، ثم بعد ذلك ما قدره الله تعالى لك سيكون، وستبلغه -بإذن الله تعالى-.

ابدأ أولا بطلب العلم الشرعي المناسب لمرحلتك العمرية والعلمية التي أنت فيها الآن؛ وذلك بدراسة الكتب الصغيرة في الفنون الإسلامية، مثل: دراسة الفقه، ودراسة الحديث، ودراسة اللغة العربية، ودراسة المعتقد الصحيح، كأصول الإيمان للشيخ -ابن عثيمين رحمه الله تعالى-، وأعلام السنة المنشورة، وهو كتاب مختصر ومفيد للمبتدئين في طلب علم العقائد الصحيحة.

حاول أن تستفيد من مواقع العلماء المشهورين، ومن أشهرهم -الشيخ العلامة/ ابن عثيمين -رحمه الله تعالى-، وموقعنا هذا المبارك (إسلام ويب)، حاول أن تستغل عمرك الآن في تحقيق هذا القدر من الإنجاز، وإذا أنجزت هذه الخطوة فستنفتح أمامك الآفاق لتحقيق ما هو أكبر، ويسهل عليك -بإذن الله تعالى- قطع الطريق الطويل في تحصيل العلم، وجمع المعارف.

وكن على ثقة من أنك ماض في الطريق الذي يحبه الله تعالى؛ فطلب العلم الشرعي من أجل الطاعات، وأكبر القربات التي يحبها الله، وتقربك إليه، والأحاديث الواردة في الحث على طلب العلم الشرعي كثيرة ومشهورة، وكذلك آيات القرآن الكريم، فكل جهد تبذله، ووقت تنفقه في تعلم العلم الشرعي هو في الحقيقة ذخر لك، وحسنات مدخرة لك عند الله تعالى، سواء بلغت ما كنت تأمله وترجوه، أو لم تبلغه، فأنت ماض في الطريق الصحيح.

نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات