أشعر بالندم على رفضي لشاب صالح خطبني

0 21

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تقدم لخطبتي شاب، وهو على دين وخلق، وجلست معه -الرؤية الشرعية- وارتحت له في الكلام، لكنه كان مريضا بالسكر، النوع الأول، وكان نحيفا للغاية، وكانت هناك مؤشرات أنه سيصاب بالصلع مستقبلا، وقال إنه عصبي، فاستخرت واستشرت في موضوع السكر، واطمأننت له، وطلبت رؤية شرعية أخرى، ولكن أهلي اعترضوا على موضوع السكر، وقاموا برفض العريس.

حزنت، وجعلت أخي يكلمه مرة أخرى، لأني لم أتخذ قرارا بعد، وجاء لرؤية أخرى، وكنت أشعر بتردد فظيع، فكنت أقول لهم: موافقة، وبعدها رافضة! وكنت خائفة من موضوع العصبية، وبأني قد يكون من الصعب علي التعامل معها، وخائفة أيضا أن يصاب في المستقبل بالصلع، وأظلمه معي إن وافقت، ولم يعجبني مستقبلا، وظللت في ترددي إلى أن وافقت، وأخبروه بذلك ، ولكن تسرع أخي وأخبره قبل أن يعلم أبي بموافقتي -ولكنه كان وقتها موافقا- وعندما علم بذلك حصل خلاف، فأحسست أنها إشارة إلى أن الأمر ليس خيرا، فرجعت أفكر مرة أخرى.

بعدها قررت أن أوافق، ثم شاهدت شيخا لديه شعر، فخفت أن أنظر لغير زوجي مستقبلا إن صار أصلع، فتسرعت ورفضت، وبعدها ندمت وشعرت بالحزن على رفضي.

بعدها العريس أرسل لأخي رسالة يخبره هل هذا قراري النهائي؟ فأخبرت أبي أني أريد أن أوافق، فرفض أبي، وقال لي: عندما تنضجين تستطيعين اتخاذ القرار، فلم يرد -أخي- على العريس، وأخبره أن سبب ترددي أني لم أرتح له في الرؤية الثانية.

الآن ما زلت أشعر بالندم، وبضيق في صدري، لأنه كان صاحب خلق ودين، وكنت سأجعل وسيطا ليكلم العريس ليتقدم مرة أخرى، ولكن قبل هذا أرسل العريس مع صاحب أخي، يقول له: لا تفتح الموضوع مرة أخرى، ولا أدري من الذي أخبره؟ وبماذا أخبره؟ وأشعر أنه سيوافق على العودة إن علم أني سأوافق عليه، فهل أجعل وسيطا يكلمه، أم فيه ضرر لي، ولأبي وأخي وكرامتنا؟ ماذا أفعل؟ أفتوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وبعد:

إننا نتفهم -أختنا- حديثك جيدا، وندرك أن التردد الحاصل أزعجك، وأن حسم القرار حتى الساعة ليس قريبا منك، خاصة والشاب كما ذكرت مريض بالسكر، وفيه من الصفات ما لا تحبين، بجوار المرض الأصلي، كالعصبية والصلع، والنحافة الشديدة، وهذا أمر طبيعي، وهو التردد في حالتك، فهو أمر طبيعي، فلا تلومي نفسك، ولا يضطرب فؤادك، وإننا ننصحك -أختنا- بما يلي:

أولا: قطع التواصل بينك وبين الشاب عن طريق الوسيط المذكور أو غيره تماما.

ثانيا: الحديث مع الوالد أو الوالدة عن أسباب ترددك، وخوفك من أن يكون مرضا حائلا بينك وبين السعادة، وأنك تودين منهم السؤال عن الآثار المترتبة على المرض، وهل هناك ما يعوق عملية الزواج منه أم لا؟

ثالثا: إن حدث الاطمئنان -أختنا- من ناحية المرض، فإننا نود أن تطلبي من الوالد أن يتواصل مع وسيط، ليرغبه في التقدم مرة أخرى، على ألا يخبره بأن هذا طلب الوالد أو طلب العائلة.

رابعا: إن تقدم الشاب وتمت الخطبة والزواج فهذا بعد الاستخارة والاستشارة هو الخير، وإن أحجم الشاب أو حدثت عوائق كما حدثت قبل ذلك فهو الخير لك، والعبد -أختنا- قد يتمنى الشر يظنه الخير، وقد يرفض الخير يظنه الشر، وهذا بعض قول الله تعالى: (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون).

لا ينبغي أن يضطرب فؤادك، لأن تقدير الله نافذ، وهذا الأخ لو كان في علم الله زوجك سيكون، وإن حالت دون ذلك الحوائل.

نسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يرزقك الزوج الصالح، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات