أحاول وصل أخي وهو يفتعل المشاكل لمقاطعتي!!

0 13

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أحاول أن أصل أخي دائما، ومهما فعل من تجاوزات أسامحه، وهو يحاول أن يفتعل المشاكل لمقاطعتي، وأنا أعلم بأنه يريد ذلك، ولا أعرف هل هو حقد، أو غيرة، أو ضغينة!

وأخيرا افتعل معي مشكلة، وتطاول فيها على أحد أصدقائي المقربين، ومع ذلك لم ألمه، ولكن حاولت أن أتحدث معه، وأرد عليه السلام سواء كان وحده في مكان ما، أو يجلس مع مجموعة من الناس؛ لأني لا أريد القطيعة، ولكن لا فائدة من ذلك! وأرد عليه السلام في وسط مجموعة من الناس، ولا يريد أن يكلمني، مع العلم أني أسلم على أبنائه وزوجته، فهل أعتبر قاطع رحم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ م.أ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يأجرك خيرا على ما فعلت، وأن يهدي أخاك، وأن يكتب أجرك إنه جواد كريم.

لا يخفاك أن ما أنت فيه من صلة للرحم، واجتهادك في ذلك له أجر عظيم عند الله تعالى، فصلة الأرحام من الإيمان، كما قال -صلى الله عليه وسلم-: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخـر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت).

وصلة الرحم سبب للبركة في الرزق والعمر، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (من أحب أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره، فليصل رحمه)، وهي من أسباب صلة الله تعالى وإكرامه، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (الرحم متعلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله).

وهي من أسباب دخول الجنة، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (يأيها الناس أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام).

هذه الأحاديث تدفعك دفعا -يا أخي- إلى مزيد الإحسان طلبا لمرضاة الله، ثم اعلم -بارك الله فيك- أن الصلة الحقيقية هي في وصل من قطعك، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها).

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رجلا قال: يا رسـول الله إن لي قرابة أصلهـم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويسيؤون إلي، وأحلم عليهم ويجهلون علي، فقال -صلى الله عليه وسلم-: إن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك)، والمل: الرماد الحار.

وما فعلته مع أخيك هو لون من ألوان البر الصادق الواجب عليك كمسلم يرجو رحمة الله ومرضاته، وإنا نحثك على الاستمرار فيما أنت فيه من صلة، مع الدعاء له بالهداية، والتماس العذر ما أمكنك ذلك.

وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يجعل عملك لله خالصا، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات