غضبت والدتي عندما طلبت بيع ذهبها للدخول في مشروع!

0 8

السؤال

أنا شاب، تخرجت منذ 6 أشهر، -والحمد لله- ولكن لم أجد أي وظيفة، تحدث والدي مع شخص يعمل ويمتلك مشروعا كبيرا ومربحا، ففرحت جدا عندما علمت بفكرة المشروع، لكنه كان مكلفا، والدي ووالدتي وافقا، ولكن بسبب ظروفنا المادية -فنحن من الطبقة المتوسطة- قالا لي: إنهما سيعطياني مبلغا أقل لأبدأ به المشروع، لكنه لم يكن كافيا.

صاحب المشروع اقترح علي أن أبيع أي شيء أملكه، حتى لو كان ذهب أمي، وأعيده لاحقا، بالفعل ذهبت وتحدثت مع والدتي، أخبرتها أنني سأبيع كل ما أملكه وأحضر ثمنه، لكنها رفضت.

كان من الصعب علي أن أطلب منها أن تبيع ذهبها؛ لأنني لم أهتم يوما بذهب والدتي، ولا يعنيني الأمر أبدا، -الحمد لله-، أنعم الله علي بأنني شاب قنوع جدا.

لكن فعلا هذا المشروع فيه خير، ونيتي عند دخوله أن أجعلي أهلي يرتاحون ماديا، وفي نفس الوقت أكون بجانبهم بدلا من ضغوط العمل والمشاكل، عندما سمعت والدتي ما قلته عن بيع ذهبها، غضبت مني وبدأت تبكي، وقالت لي: "كيف تفكر في شيء كهذا؟" حاولت تهدئتها لكنها كانت غاضبة جدا.

والدي اتصل بوالدتي وأخبرها أنه موافق على إعطائي المبلغ المطلوب لبدء مشروعي، والدتي قالت لي: إنني أناني، وعديم الشخصية، ولست رجلا؛ لأنني طلبت من امرأة أن تعطيني مالا، لم أطلب من شخص غريب، طلبت من والدتي.

السؤال الآن: هل طلبي من والدتي أن أبيع جزءا صغيرا من ذهبها وأعيده لها لاحقا بالمبلغ نفسه يعد خطأ؟ هل الطلب الذي طلبته يعتبر حراما؟ وهل تصرفي وتفكيري يثبت أنني شخص أناني وعديم الشخصية فعلا؟ أحتاج إلى الرد على هذه الأسئلة، أرجوكم، لأن ضميري يؤنبني ولا أستطيع النوم، وأخاف أن يغضب مني والدي أيضا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زياد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان.

جميل أن يحاسب المرء نفسه على كل صغيرة وكبيرة، ولكن قبل أن نجيبك لابد أن نبين عدة أمور:
أولا: لن تجد من يحبك ويتمنى لك الخير كوالديك، احفظ هذه القاعدة جيدا، واجعلها نصب عينيك.
ثانيا: الوقوع في الخطأ لا يعني بالضرورة سوء نية المخطئ، إذ قد يقع الإنسان في الخطأ دون قصد، بل قد يظن فيما يريد الخير يحسبه كذلك، ويسعى فيه وليس بذلك.
ثالثا: مال الوالدين ليس ملكا للأبناء، ولا يحق لهم أخذ شيء منه إلا بإذنهما، بل وبرضاهما.

هذه قواعد يجب أن تستقر ابتداء في نفسك، ثم اعلم أنه من حيث الأصل، -وكما ورد في رسالتك- لست أنانيا، ولكن تصرفاتك قد يفهم منها غير ذلك، بمعنى أنك تريد الخير لك ولغيرك، لكن كان يجب عليك أن تفكر عند البيع فيما يخصك أنت لا فيما يخص غيرك، فإذا قصر المال عندك، فتسأل والديك عن أفكار للحلول، وليس أن تقترح على الوالدة أن تبيع ذهبها أو بعضا منه، خاصة وأنت تعلم مكانة الذهب عند النساء، بل نقول لك لو أن الوالدة هي التي عرضت عليك بيع ذهبها لأجلك؛ أن ترفض ذلك حرصا على مشاعرها، وإشعارها بأن ما يخصها مقدم على ما تريد.

لذا نقترح عليك:

1- أن توصل إليها رسالة بأنك مخطئ، وأنك كنت تقول ذلك وأنت متضايق من داخلك، وأنك كنت تنوي أن تأتي بالذهب مضاعفا، ولكن كل ذلك لا يبرر الأخطاء التي وقعت فيها، أوصل هذه الرسالة لأمك بطرق مختلفة حتى ترطب قلبها.

2- لا تقدم على مشروع إلا وقد سألت أهل الخبرة في ذلك.

نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات