أشعر بوجود الشياطين في منزلي، فكيف أحصن نفسي وبيتي؟

0 24

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله عنا وعن الأمة كل خيرا.

تعرضت لموقف في سنة 2021، كنت عند سيدة في بيتها خائفة على ابنها، وكنت أستمع لها، وفجأة بدأ جسمها يتحرك، قرأت عليها آيات قرآنية وأدعية لتهدأ، فأغمي عليها، وكان يتكلم مكانها الشيطان -والله أعلم- ويقول: أنا مسلم وهي مسحورة وكلام كثير، المهم حينما جاء زوجها أتى براقي يعرفه، فذهبت إلى بيتي.

ومنذ ذلك اليوم سكنت الصراصير الكبيرة بيتنا، وأصبحت أعاني من الشياطين، والخوف الشديد، ومن الظلام، تتحرك داخل جسمي أشياء غريبة، وأقاومها -بفضل الله-، ومن خلال قراءة سورة البقرة، والاستغفار، وطلب العلم الشرعي، وحفظ القرآن، وأحاول تجنب المعاصي والإكثار من الطاعات، وهذا بتوفيق الله وحده، ولكن الأعراض تشتد علي.

حاولت كثيرا التخلص من الصراصير، ولا جدوى من ذلك، وهذا الصباح وجدت اثنين، واحدا فوق الفراش، وواحدا في المطبخ، مع العلم أني مرتين أجد اثنين فوق وجهي بالليل وأنا نائمة، واليوم بعد أن أفقت من النوم، ورأيت في المنام مراحيض -أعزكم الله- وفيها براز كثير.

سؤالي: هل هناك حل يمكنني اتباعه؟ وما معنى كل ما يحدث معي؟ هل هو ابتلاء؟ حاولت إقناع أهلي بتغيير البيت ولا أحد يقتنع بكلامي، فقلت لا بد من الاستشارة، لعل الله يظهر لي عن طريقكم أمورا خفيت علي.

تقبل الله منا ومنكم، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ كريمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك ولأهلك الخير، وأن يصرف عنكم شر كل ذي شر.

لا بد ابتداء أن نعلم أن الجن ضعيف، ولا سلطان له على المؤمنين، قال الله تعالى: {إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون * إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون}، فهو ضعيف -أختنا-، ولا سلطان له البتة على المؤمن، واستمعي معنا إلى قول الشيطان في خطبته لأهل النار، قال تعالى:{وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتمون من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم} [إبراهيم:22].

انتبهي لقوله: {وما كان لي عليكم من سلطان}، واستحضري قول الله تعالى: {إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا}، ساعتها تدركين أن التضخيم منا في قدراته في غير محله، وأن العبد المتصل بالله المتحصن بالذكر لا يقدر الشيطان ولا أعوانه جميعا على إلحاق أدنى ضرر به؛ لذا ننصحك بما يلي:

1- الفصل بين الخوف الذي حدث معك والأذى (الصراصير) الذي وجدتيه في البيت.

2- الذهاب إلى مختصين من الأطباء البيطرين، وعرض مسألة كثرة هذه الحشرات في البيت، واستخدام الأدوية اللازمة لذلك.

3- تحصين البيت كله بذكر الله تعالى، وخاصة أذكار الصباح والمساء وأذكار النوم.

4- قراءة سورة البقرة كل ليلة في البيت، أو الاستماع إليها.

5- قراءة الرقية الشرعية على ماء ورشها في البيت كله، مع تجنب أماكن النجاسات عند الرش، وعموم الأدلة تجيز ذلك، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة" [رواه مسلم].

وعن جابر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا قضى أحدكم الصلاة في مسجده فليجعل لبيته نصيبا من صلاته، فإن الله جاعل في بيته من صلاته خيرا" [رواه مسلم].

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- موقوفا عليه قال: "إن البيت ليتسع على أهله وتحضره الملائكة وتهجره الشياطين ويكثر خيره أن يقرأ فيه القرآن، وإن البيت ليضيق على أهله وتهجره الملائكة وتحضره الشياطين ويقل خيره أن لا يقرأ فيه القرآن" [أخرجه الدرامي].

استمروا على ذلك فترة وستجدون الخير -إن شاء الله تعالى-.

نسأل الله أن يحفظكم، وأن يرعاكم، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات