السؤال
السلام عليكم.
أنا امرأة عربية، أبلغ من العمر ٢٦ سنة، تقدم لي رجل من جنسية أعجمية، رجل مسلم، يتكلم اللغة العربية بطلاقة تحدثا وكتابة، ويتكلم بلهجتنا العامية أيضا، يعمل كمهندس، براتب جيد، وقد عاش منذ عمر الثامنة في بلادي، واكتسب جميع عاداتنا وتقاليدنا، ولا يفكر بالعودة إلى بلده الأم، بمعنى أني سأسكن في دياري، وأنا أرغب بالزواج منه، وأمي فهمت رغبتي بالزواج منه، وهي مقتنعة، وأنا يتيمة الأب، وجدي متوف أيضا، ولكن أخي الكبير لم يوافق على هذا الزواج؛ بحجة العادات والتقاليد، وأن الزواج بجنسية أخرى أمر مخجل، وإخوتي الآخرون يخافون معارضة أخي الكبير، وأنا لا أرى في جنسيته عيبا، وأرغب بالزواج منه، فهل ترون أن رفع أمري للقضاء جائزا؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام، والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، ثم يرضيك به.
لا شك أن الشرع لا يمنع من إتمام الزواج بالطريقة المذكورة، ولكننا قبل ذلك لا بد أن نجتهد في معالجة الأمر بمنتهى الحكمة، ونتمنى أن تجدي من الأخوال، والأعمام، والعقلاء، والدعاة والداعيات من يستطيع أن يؤثر على الرافضين لإتمام الزواج من أفراد الأسرة.
والشريعة تركز على أن الكفاءة هي الدين والتقوى لله تبارك وتعالى، ولكن مراعاة الأمور الأخرى أيضا من الأمور التي ينبغي أن نضعها في البال، وعليه أرجو أن تجدي العون من إخوانك الموافقين، والوالدة، والعقلاء من الأعمام، والعمات، والأخوال، والخالات، أن تجدي منهم السند والتأييد، حتى يناقشوا الأخ الأكبر، ويجتهدوا في إقناعه.
أدعو إلى عدم الوقوف في طريق إتمام هذا المشروع الخير؛ لأن الشرع لا يرضى تدخل الأولياء أو إيقافهم للزواج إلا إذا كان هناك اعتبار شرعي، فإذا لم يكن هناك اعتبار من الناحية الشرعية فلا مانع من تجاوز هؤلاء الأولياء، مع أننا لا نريد هذا الخيار كبداية، والمحاكم الشرعية لها تدخلات إذا وصلها الأمر؛ فإنها تتخذ بعض الإجراءات، ومن ضمنها الحديث مع هذا الرافض، فإن رفض وتمادى، ولم يذكر أسبابا وجيهة -والأسباب الوجيهة هي الأسباب الشرعية للرفض- فإن القاضي والقضاء الشرعي يمكن أن يتجاوزه، ويتم هذا المشروع.
لكننا لا نريد الاستعجال في مثل هذه الخطوة، وإنما نريد استخدام الوسائل الأخرى في إقناع هذا الأخ أو تحييده، بأن يتنازل من الولاية لإخوانه الأصغر، حتى يكملوا هذا المشروع.
والذي نوصي به هو أولا: كثرة الدعاء، واللجوء إلى الله.
الأمر الثاني: البحث عمن يؤثر على هذا الأخ الرافض لإتمام الزواج.
الأمر الثالث أيضا: الاجتهاد في تحسين صورة هذا الرجل المتقدم، وذكر البيانات المطلوبة، وأنه عاش سنوات طويلة في البلد، واكتسب العادات والتقاليد، وهناك تشابه وتطابق في العادات والممارسات، وهذا مما يزيد فرص النجاح في الزواج.
ولا نملك إلا أن نسأل الله أن يسهل أمرك، وندعوك إلى التروي، واتخاذ الأسباب العادية قبل اللجوء إلى الجهات الرسمية، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.