أشعر بجسم أسود يمشي بجانبي، ما تفسيره؟

0 10

السؤال

منذ سنوات أرى أن هناك شخصا من الجن أو لا أعرف شخصه، يلحقني، أراه عدة مرات، وعدة مرات يوقظني من النوم عن طريق لمسي أو مناداتي.

قبل فترة نغزني في خصري، لكن كان شيئا غريبا؛ بحيث أستيقظ ويختفي أمام عيني، أو يمشي وأتبعه ويختفي.

شكله عبارة عن جسد ضخم أسود، لا أشكو من إيذاء مباشر منه، ولكنه مرة أيقظني في وقت صلاة الفجر، وأينما أذهب أشعر أنه بجانبي، أرجو تفسير هذا الشيء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان.

ما تحدثت عنه ليس أمرا خطيرا، فلا تقلق ولا تضطرب، واعلم أن له أحد تفسيرين أو الاثنين معا.

أولا: أن يكون سيطر العقل اللاواعي عليك، وهنا تستشعر بما ليس موجودا وكأنه موجود تماما، وتشعر بأشياء تلمسك وليست موجودة أصلا، وإنما هو من تأثير اقتناع العقل بذلك.

علماء الطب النفسي قد أكدوا على أن القناعات العقلية تؤثر تأثيرا حسيا على أعضاء البدن، وهناك دراسات كثيرة في هذا الباب، وقد ذكروا لها عدة أسباب منها: الخوف الزائد أو القلق من أشياء لم تحدث، وترقبها، أو بسبب متابعة الأفلام الخيالية أو المرعبة، أو سماع قصص وحكايات عن تسلط عالم الجن أو غيره على الإنسان، المهم أن يحدث اختطاف للعقل، واقتناع بشيء غيبي، وخوف مصاحب له، وساعتها يحدث هذا الشعور الذي تتحدث عنه.

علاجه ما يلي:
1- إزالة الأسباب التي تدفعك للخوف من المستقبل أو الغيب.
2- الإيمان بأن المحرك لهذا الكون هو الله، وأن الجن لا يملك من أمر نفسه شيئا.
3- التفسير المنطقي لأي حدث يقع معك، وعدم الخوف أو القلق من ذلك.
4- الجلوس دائما مع صحبة صالحة، والحديث في الأمور المنطقية، وعدم تتبع الأفلام أو الكتب الخيالية.

ثانيا: قد يكون هذا من تلاعب الشيطان بك، فلا يخفاك أن لكل أحد من بني آدم قرينا من الشياطين يوسوس له، ففي الحديث قال صلى الله عليه وسلم: (ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن، قالوا: وإياك يا رسول الله؟ قال: وإياي، إلا أن الله أعانني عليه فأسلم، فلا يأمرني إلا بخير) رواه مسلم.

علاج هذا السلوك يكون بما يلي:
1- المحافظة على الأذكار الصباحية والمسائية.
2- المحافظة على أذكار النوم والوضوء، وقد جاء في السنة أذكار يعتصم بها الإنسان من الشياطين، ومنها:

-الاستعاذة بالله من الجن، قال تعالى: (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم)، وفي موضع آخر: (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم).
عن سليمان بن صرد رضي الله عنه، أن رجلين استبا عند النبي صلى الله عليه وسلم، حتى احمر وجه أحدهما، فقال صلى الله عليه وسلم: (إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) رواه البخاري ومسلم.
- قراءة المعوذتين: فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الجان وعين الإنسان، حتى نزلت المعوذتان فلما نزلتا أخذ بهما وترك ما سواهما) رواه الترمذي، وصححه الشيخ الألباني.
- قراءة آية الكرسي، فعن أبي هريرة قال: وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان فأتاني آت، فجعل يحثو من الطعام، فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم....فقال: أعلمك كلمات ينفعك الله بهن قلت: ما هي؟ قال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ هذه الآية: الله لا إله إلا هو الحي القيوم... حتى ختم الآية، فإنه لن يزال عليك حافظ من الله تعالى ولا يقربك شيطان حتى تصبح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما فعل أسيرك الليلة؟ قلت: يا رسول الله زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها، فخليت سبيله، قال: ما هي؟ قلت: قال لي: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم الآية: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} [البقرة: 255]، وقال لي: لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح -وكانوا أحرص شيء على الخير- فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أما إنه قد صدقك، وهو كذوب، تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة؟ قال: لا، قال: ذاك شيطان.). رواه البخاري.
- قراءة سورة البقرة: فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تجعلوا بيوتكم مقابر، وإن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة) رواه مسلم.
- خاتمة سورة البقرة: فعن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه) رواه البخاري ومسلم، وعن النعمان بن بشير رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام، أنزل منه آيتين، ختم بهما سورة البقرة، لا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان) رواه الترمذي.
- كثرة ذكر الله عز وجل: فعن الحارث الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله تعالى أمر يحيى بن زكريا عليه السلام بخمس كلمات أن يعمل بها ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها...، وآمركم أن تذكروا الله تعالى، فإن مثل ذلك كمثل رجل خرج العدو في أثره سراعا حتى إذا أتى على حصن حصين فأحرز نفسه منهم، كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله تعالى) الحديث، رواه الترمذي وقال: حسن صحيح.
- قراءة القرآن تعصم من الشياطين: قال تعالى: (وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا).

نوصيك -أخي- بافتراض الأمرين معا -نعني القناعة العقلية وتسلط الشيطان- ونحث على أخذ النصائح كلها، والتقيد بها، ونحن على ثقة بأن هذا عارض وسيزول إن شاء الله.

نسأل الله أن يحفظك وأن يرعاك، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات