السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
كنت أمارس العادة السرية، وتبت لله -والحمد لله- قبل ٧٠ يوما.
وبدأ يأتيني الاحتلام أكثر من مرة في الأسبوع، منذ حوالي أسبوع بدأت أفكر بالجنس قبل أن أنام، لكي أستطيع النوم، واستيقظت ووجدت بللا، لكنه لم يكن احتلاما؛ لأنه لم يتصف بنفس الصفات التي كانت تأتيني عندما كنت أحتلم، ولم أتذكر أني احتلمت أثناء نومي، وتوقف بعدها الاحتلام حتى اليوم.
اليوم أيضا كنت أفكر، واستيقظت ووجدت بللا، لكني لا أتذكر أني احتلمت في نومي، فهل يعتبر أني رجعت للعادة السرية؟ وكيف أتوقف عن التفكير بالجنس قبل نومي؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أولا، نهنئك على التوبة والثبات عليها، ومرور 70 يوما منذ اتخاذك هذا القرار، هو إنجاز كبير، يدل على عزمك وإصرارك على التغيير للأفضل، فنسأل الله أن يثبتك ويعينك على الخير.
بالنسبة للاحتلام والفكر الجنسي قبل النوم، فهذا أمر طبيعي وجزء من التغيرات الجسدية والنفسية، فالاحتلام عرض طبيعي يحدث لدى الإنسان، ولا علاقة له بممارسة العادة السرية أو العودة إليها، الإفرازات التي تخرج أثناء النوم أو عند التفكير الجنسي ليست دليلا على العودة للعادة، بل هي تفاعلات جسدية طبيعية قد تحدث تلقائيا بسبب التفكير، أو الأعراض الفسيولوجية الطبيعية، خاصة بعد الامتناع لفترة عن الاستجابة للشهوة.
نصائح للتخلص من التفكير الجنسي قبل النوم:
1. حاول استبدال الأفكار الجنسية بأفكار إيجابية ومريحة، كالتأمل في نعم الله، أو التخطيط لأهدافك المستقبلية.
2. المواظبة على أذكار النوم، وقراءة القرآن قبل النوم، فهي تسهم في تهدئة النفس، وصرف التفكير عن الأمور الدنيوية، ويمكنك قراءة آيات، مثل: سورة الملك أو الفاتحة، وقراءة الأدعية المأثورة عند النوم.
3. تجنب متابعة أو مشاهدة أي محتوى قد يحفز هذه الأفكار، وحاول أيضا تخصيص وقت ثابت للاسترخاء قبل النوم، للابتعاد عن المثيرات، وحاول إغلاق الهاتف الجوال، وإبعاده عنك بقدر الإمكان.
4. ممارسة التمارين الرياضية خلال النهار، فهي تساعد على تحسين جودة النوم والاسترخاء؛ مما يقلل من فرص التفكير في هذه الأمور ليلا.
5. الدعاء والتضرع لله تعالى أن يعينك على الصبر ويصرف عنك هذه الأفكار، احرص على هذا الدعاء: (اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي، ومن شر بصري، ومن شر لساني، ومن شر قلبي، ومن شر منيي).
6. حاول تدريجيا تدريب نفسك على التحكم في الأفكار، وتوجيه نفسك للتفكير بأشياء إيجابية ومثمرة قبل النوم.
7. احرص على صوم النافلة، جاء في الحديث الشريف عن عبدالله بن مسعود: قال لنا رسول الله ﷺ: (يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء)، متفق عليه.
نسأل الله أن يطهر قلبك، وأن يحصن فرجك، وأن يرزقك التقوى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة الأستاذ/ فيصل العشاري، استشاري نفسي تربوي.
وتليها إجابة الدكتور/ أحمد الفودعي، مستشار الشؤون الأسرية والتربوية:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من الناحية الشرعية نضيف على ما تفضل به الأستاذ فيصل، من التوجيهات التربوية، أن نقول -أيها الحبيب-: إن وجود البلل بعد استيقاظك إن كانت فيه علامات المني، وللمني علامات يعرف بها، ومن ذلك رائحته، فيكون كرائحة البيض الفاسد أو كرائحة طلع النخل، فإذا وجدت هذه العلامات فهذا علامة على أنه مني، وإذا لم توجد، فيحتمل أن يكون منيا، ويحتمل أن لا يكون منيا.
لكن بعض الفقهاء يرى بأنه إذا شك الإنسان هل هو مني أو مذي، وكان قد سبق له التفكر في الأمور الجنسية قبل النوم، فإنه يعامله معاملة المني، فيغتسل من الجنابة، وهذا مذهب الحنابلة.
ومن الفقهاء من يرى بأنه ما دام يشك هل هو مذي أو مني، فيتخير واحدا منهما ويجري عليه الأحكام، فإذا تخير أنه مني يغتسل، وإذا تخير أنه مذي يكفيه الاستنجاء والوضوء، وأي المذهبين اتبعت فلا حرج عليك ولا جناح، ولكن ما دام قد سبق النوم التفكر في الأمور الجنسية؛ فالأولى أن تأخذ برأي الذين قالوا بأنه مني، وأن تغتسل، وينبغي أن تفعل بهذا فيما يستقبل من الزمان.
أما ما سبق وقد فعلت وصليت، فإنه يسعك أن تأخذ بقول الذين قالوا بأن الإنسان من حقه أن يتخير، إذا كنت قد استنجيت وتوضأت وصليت، فصلاتك صحيحة، عملا بذلك المذهب.
نسأل الله تعالى أن ييسر لك الخير ويعينك عليه.